أهلا بكم
جنرالات موريتانيا بعد التقاعد يحاولون الانقلاب على الاتحادات المحلية الجنرال جا آداما يحاول الانقلاب على رئاسة اتحادية المزارعين والجنرال المتقاعد انجاكا جينغ لرئاسة اتحاد أرباب العمل الموريتانيين والجنرال فيلكس نكري لرئاسة اتحادية المخابز.
كنت أظن أنا لدينا خبرات مهمة في المجال السياسي والعسكري .. كنت أحلم رغم تشاؤمي أن لدينا خبرات وطنية سترسم الخطط الاستراتيجية وتنير الجيش في كيف تكون الحروب بل وتنتقد خطط القادة العسكريين الذين هم في الميدان .. لكن الحلم تبخر .. فجنرالانتا الأشاوس يفكرون في الزراعة .. يفكرون في التجارة .. يفكرون في الخبز والمخابز .. أكثر من هموم الوطن.
حال جنرالاتنا اليوم الذين يزاحمن المدنيين يذكرني بلقاء سابق مع صديقي الكونونيل "هوان هيو" الملحق بالسفارة الصينية .. فقد أخبرني هذا الكولونيل أنه سيتقاعد بعد سنة في 2003 ، إلا إذا رقي إلى رتبة جنرال، - فقلت لماذا لا تتم ترقيتك إلى هذه الرتبة، وأنت من أنت؟ أجاب بأن هنالك حوالي خمسة آلاف عقيد في الجيش الصيني يتمتعون بأقدمية أفضل منه، ولا يمكن تجاوزهم، ثم هنالك شروط أخرى، منها التوفر على سجل عسكري سليم من كل الشوائب واجتياز أربع مراحل دراسية تجمع بين النظري والتطبيقي منها فترة تربص في مدرسة الأركان الانتقائية جدا، ومنها المشاركة فيه ملتقى الممارسات الاستيراتيجية المتقدمة الذي تتطلب المشاركة فيه إتقان لغة أو لغتين عالميتين، ثم هنالك عدد محدد من المناورات، وعدد محدد من المأموريات القيادية، وهنالك أبحاث استيراتيجية لابد أن تنشر في دوريات مختصة ومعتمدة، ولابد أن تحمل تلك المواضيع المنشورة إضافة جديدة في الفكر العسكري، وهنالك أطروحات وشهادات عليا يجب تحضيرها، كل هذا إضافة إلى التقييم الإيجابي للسيرة العسكرية الذي يقوم به رؤساءك ومرؤوسيك ويفضي إلى علامة تقيمية، تمثل معدلا عاما.
خشيت أن يسترسل صديقي الصيني أكثر في شروط الترقية عندهم، فقلت فهمت سيدي العقيد... وفهمت أننا سنخسرك لأنك سائر نحو التقاعد لاستحالة توفر شروط الترقية...
أضاف بلباقة وانضباط الصينيين.. لست عاتبا على أحد هذه رتبة عسكرية مهمة يترتب عليها قيادة فيالق الرجال وحماية مصالح الدول الحيوية.
فقلت هل هنالك مجال للقفز على كل هذا؟ قال: في الماضي كان القيام بعمل عسكري بطولي استثنائي يضع صاحبه على لائحة المرشحين لهذه الرتبة، أما اليوم فنادرا ما يحصل هذا.
في وقت حديث مع صديقي الصيني، لم يكن في موريتانيا إلا جنرال واحد كانت الجنرالية بمثابة وشاح إحالته على التقاعد.
وبين الأمس واليوم جرت مياه كثيرة تحت الجسور العسكرية، فالرتبة العجيبة تسللت بقدرة قادر إلى أكتاف ضباط يتزايد عددهم باستمرار، وتسيل لعاب آخرين ينتظرونها بفارغ الصبر.
عفوا صديقي الكونونيل "هوان هيو" عرفت مكان فجنرالات الحقيقي وعرفت أنهم لا يصلحون لغير إدارة اتحادات من قبيل المزارعين والفلاحيين والمخابز حقيقة عرفت قيمة الرجل المناسب في المكان المناسب.
عبد الله محمدو