لم يعد سرا ما يعيشه الشباب الموريتاني من إلحاد وإشهار للكفر بكل شيء .... بالله وباليوم الآخر وبالانبياء وبالبعث والملائكة .....
تبدو وكأنها موجة منظمة، تتسع يوما بعد يوم .. فهل كل هذا الالحاد هو نتيجة لانحسار الخطاب الدعوي .. الوسطي في موريتانيا؟
أم هو نتاج غلبة البُعد السياسي لدى الفقهاء عندنا على بُعدهم الوعظي؟
هذه موجة غير مسبوقة من الكفر و الفسق البواح .. والذي يجاهر به بعض المدونين والكتاب دون مراعاة لأي مشاعر أو الخوف من أي عقاب..
إن تقاعس الكتاب (المؤمنين) عن محاورة هؤلاء وتركهم فريسة لثنائية (اليساريين - الاسلاميين) هو السبب في تكاثرهم يوم بعد يوم .
لقد اختطفت السياسة موضوع الإيمان والإلحاد فأصبحت العقيدة الاسلامية خطابا سياسيا يوصف معارضه بأنه يساري بدلا من وصفه بالكافر او الملحد وهو الذي يصف نفسه - مفتخرا - بذلك.
اليسار ليس بالضرورة إلحادا .. وما دام الدعاة والفقهاء منساقين خلف اطروحة الصراع بين اليساريين والاسلاميين فاقرأ على الايمان السلام.
ليس عيبا مشاركة اي شخص في السياسة ولكن عندما يكون الداعية سياسيا فحتى وإن كان صادقا في دعوته فهو في النهاية مصنف ضمن براكماتية دنيوية ضيقة تجعله غير مقنع عند البعض حتى وان قال ان الله واحد .
اتمنى العودة للدعوة الحقيقية واتمنى عودة الوعاظ للمنابر .. و بالمقابل اتمنى من الدعاة السياسيين الابتعاد عن الموضوع فهم من بين عدة اسباب مساهمون في انتشار ظاهرة الالحاد.
من صفحة الكاتب : د. الشيخ ولد سيدي عبدالله