نحن الموريتانيين نعشق الانقلاب كعشقنا للشاي و كحبنا الوحشي للفساد و كرهنا الأزلي للتحضر ، و كولعنا بشرعنة الانقلابات سواء كانت على نظام السلطة بشكل عام أو على مؤسسة بعينها أو حادثة لكن الجيش يستحوذ على نصيب الأسد من الانقلابات التي تحدث كل حين
الجديد في الموضوع هو ان الانقلاب هذه المرة كان على الوقت و تحديدا في وضح النهار حيث أوقفت مباراة كأس السوبر الوطنية بين فريقي لكصر و تفرغ زينة، في ملعب مدينة أنواذيبو، فى الدقيقة الخامسة و الستين من زمن المباراة أى قبل انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بخمس و عشرين دقيقة.
لقد عشقت منذ أيام الثانوية المتتاليات الحسابية و خاصة نظرية البرهان بالتراجع و التي سأستعيرها هنا لأبرهن على أن الشعب الموريتاني نخبه تعشق الانقلاب و عامته الدهماء تباركها و ترحب بها
فلو افترضنا ان الانقلاب على الوقت كان اصغر حد من حدود المتتالية الحسابية و الانقلاب على السلطة هو الحد الأعلى +١
و الحدود الاخرى هي العامة الدهماء و مع احتساب مجموع الانقلابات العسكرية و المدنية على الوظائف و الدستورية كالتي شهدها قصر العدل و الانتخابية التي عرفها مجلس الشيوخ الحالي نلاحظ أن ظاهرة الانقلاب في موريتانيا تشكل متتالية حسابية حدها الاول يساوي خمسا و عشرين دقيقة (انقلاب المباراة ) و حدها الأعلى + ١ = يساوي خمسا و خمسين سنة و هي بالمناسبة متتالية رتيبة حيث تتكرر الأحداث الانقلابية بنفس الأسلوب و ترحب بها العامة بنفس الأسلوب