انتعشت الحركة في أسواق مدينة نواكشوط، عاصمة موريتانيا، مع اقتراب موعد القمة الأفريقية، إذ بدأت الوفود تصل إلى المدينة وزاد الطلب على الفنادق والشقق والسيارات، كما انتعشت المطاعم والمحلات التجارية الكبيرة.
ورغم أهمية الملفات التي ستعالجها هذه القمة، كالفساد والهجرة والإرهاب، إلا أن الموريتانيين يسعون من ورائها لتحقيق مكاسب أخرى، قد تكون بعيدة عن القضايا الكبرى التي تشغل بال صناع القرار.
فنادق محجوزة !
لطالما عرفت مدينة نواكشوط بأنها تعاني من نقص حاد في الخدمات الفندقية، ولكنها في السنوات الأخيرة شهدت تضاعفاً في عدد الفنادق، كما ارتفع مستوى الخدمة في هذه الفنادق، بالمقارنة مع الوضع في السابق.
عشرات الفنادق تم حجزها بالكامل، ذلك ما تأكدت منه « صحراء ميديا » حين تواصلت مع العديد من الفنادق في مقاطعة تفرغ زينه، جميعها أكدت أنها محجوزة في الفترة ما بين 25 يونيو الجاري وحتى 05 يوليو المقبل.
بعض الفنادق استغلت الإقبال الكبير على غرفها، لزيادة الأسعار، ولكنها في المقابل رفعت من مستوى الخدمة التي تقدمها، وذلك لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب.
وكشف عامل في أحد الفنادق، يصل تقييمه إلى ثلاثة نجوم، أن الغرفة عندهم وصلت إلى مائة ألف أوقية قديمة في اليوم الواحد، أي ما يعادل حوالي 300 دولار أمريكي.
الشقق مطلوبة !
من جهة أخرى استفاد أصحاب الشقق المفروشة من النقص المسجل في عدد الفنادق، فكانت الخيار الثاني المتاح لمن فاته الحجز في الفنادق.
وقد دخل على الخطط مجموعة من السماسرة يروجون للشقق المفروشة مقابل الحصول على عمولة، خاصة وأن أسعار هذه الشقق تضاعف عدة مرات.
وقال أحد هؤلاء السماسرة أن قوة الإقبال على تأجير الشقق المفروشة دفعهم لرفع إلى سبعين ألف أوقية قديمة في اليوم، أي ما يعادل 200 دولار أمريكي، وهو سعر مرتفع جداً.
ولا تقدم هذه الشقق المفروشة أي خدمات، إذ لا تتوفر على مطاعم أو مقاهي، وأغلبها أعيد ترميمه قبل أيام استعداداً للقمة.
فلل راقية !
من جانبها واجهت الجهات الرسمية في موريتانيا نقصاً حاداً في الأجنحة الفندقية الراقية، والتي تليق بالوفود الرئاسية والبعثات رفيعة المستوى، وقد تمكنت من التغلب على هذا النقص من خلال الاستعانة بفلل راقية في أحياء نواكشوط.
وقامت اللجنة المشرفة على تنظيم القمة باللجوء إلى عدد من هذه الفلل، وشيدت طرقاً فرعية توصل إلى هذه الفلل، كما زودتها بمختلف الخدمات الضرورية.
وتحولت هذه الفلل السكنية إلى أجنحة ملكية، وأحيطت بحراسة أمنية مشددة طيلة أيام القمة، وأغلبها سيخصص لاستضافة الوفود الرئاسية والبعثات رفيعة المستوى.
ولكن الجهات الرسمية لم تكشف عن طبيعة العقود التي تربطها بأصحاب هذه الفلل، ولا المبالغ التي سيحصلون عليها مقابل هذه الخدمة.
تأجير السيارات
منذ عدة أيام بدأت السفارات والبعثات الدبلوماسية العربية والأفريقية المقيمة فى موريتانيا، في عملية تأجير سيارات ستضعها تحت تصرف الوفود القادمة من بلدانها.
ومع أن السلطات الموريتانية تتكلف بتوفير نقل الوفد الرسمي، إلا أن هذا النقل يبقى محدوداً ومقتصراً على بعض قيادات الوفد، بينما ستتكلف الدول نفسها بنقل بقية أعضاء وفدها.
ولجأت السفارات إلى الاستعانة بوسطاء من أجل تأمين هذه الخدمة، وأغلب هؤلاء الوسطاء كانوا أجانب ظلوا يجوبون وكالات تأجير السيارات في نواكشوط للمفاضلة بين الأسعار والبحث عن سيارات مناسبة للمهمة.
وقالت مصادر لـ « صحراء ميديا » إن أسعار تأجير السيارات رباعية الدفع وصلت إلى مبلغ مائة ألف أوقية قديمة في اليوم، أي ما يعادل 300 دولار أمريكي.
ولكن هذه المصادر أشارت إلى أن عائدات تأجير السيارات تبقى غير معروفة في ظل الفوضى العارمة التي تشهدها العملية، وعمليات المضاربة التي تحدث.
عمال موسميون
خلال الأشهر الماضية تحولت مدينة نواكشوط إلى ورشة عمل مفتوحة، فتم تشييد الطرق وترميمها، ما مكن من توفير فرص عمل للعديد من المواطنين.
كما أن بعض المهن استفادت بشكل كبير من التحضيرات التي سبقت القمة، ومن أبرز المستفيدين عمال الطلاء الذين تولوا طلاء الأرصفة الرئيسية بنواكشوط، بالإضافة إلى عدد كبير من عمال البناء.
ولكن بعض المصادر تقول إن استفادة أصحاب هذه المهن محدودة جداً، لأن أغلبهم دخل العملية بفعل مقاولة من الباطن طرفاها الدولة ورجل أعمال، ويستحوذ الأخير على النسبة الأكبر من قيمة الصفقة، ويمنح العمال أجوراً يومية متواضعة.