
عن 72 سنة رحل الإمام العالم المفسر محمدن عبد الرحمن ولد أحمد ولد المختار السالم المعروف بولد فتى أحد اجلاء العلماء الموريتانيين وأبرز حفاظ المحظرة الشنقيطية.
العلامة ابن فتى.. شيخ التفسير والدعوة والبيان
ولد الشيخ محمد عبد الرحمن ولد أحمد في منطقة لعكل في حدود العام 1953 بعد 10 سنوات من وفاة سميھ الشيخ محمدن عبد الرحمن ولد فتى وبعد عشرين سنة من انتظار والديھ لميلادھ. فكان وحيدھما الغالي النابھ الذي ظھرت عليھ مخاييل ذكاء خارق
كانت أمھ العابدة اماھ بنت أشفغ أحمد ذات صلة باللھ فطفقت تؤثث خلد ابنھا ووجدانھ بالقرآن الكريم ومعارفھ
ودرس الشيخ القرآن الكريم على والدھ أحمد بن المختار السالم ثم على المرابط أحمد زيدان ثم انتقل إلى محظرة اھل الغوث في ضواحي بوتلميت حيث أخذ الإجازة في القرآن الكريم؛ وكان زملاؤھ يشھدون لھا يومھا بسرعة البديھة والحفظ وقوة البدن والعبقرية.
لم يعرف عن الشيخ رغم موسوعيتھ اي دراسة محظرية أخرى
ومع بداية التسعينيات انتقل ولد فتى الى حقل التجارة قبل أن ينتقل بعد ذلك مطلع القرن الحالي الى مسار آخر وھو الدعوة وتعليم الناس الخير؛ فكان فارس المنابر ولسان الدعوة الفصيح والشاعر القوي العارضة الفواح
أخذ الشيخ محمد عبد الرحمن علم التفسير بإتقان وترك فيھ كتبا من بينھا نظم طويل في تفسير الفاتحة زاد عدد أبياته على 1300.
كما كانت معارف اللغة العربية جزء اساسيا من ثقافة الرجل واھتمامھ فكان راوية للأدب والتاريخ وذاكرة للتاريخ والأدب الموريتاني بشقيه الشعبي والفصيح..
جاب الشيخ محمد عبد الرحمن ولد فتى البلاد داعية ومحاضرا ومربيا وترك بصمتھ في الأجيال التي شھدت لھ نخبة وعامة بأنھ من رجال الإسلام العظام في ھذا العصر
وبرحيلھ تفقد المحظرة الموريتانية عالمھا الجليل وفقيھا ومفتيھا وإمامھا النبيل.
نسأل الله العلي القدير أن يرحمه ويرفع درجته في عليين، وأن يلهم ذو الشيخ ومحبيه وطلابه الصبر والسلوان وأن يجيرهم في هذا المصاب الجلل وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر: الفكر