قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إن المحاظر الشنقيطية كانت ولا تزال، “حصنا حصينا في وجه الفتن والغلو والتطرف.”
جاء ذلك الثلاثاء، خلال إشرافه على افتتاح أعمال النسخة الرابعة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، بنواكشوط.
وتستمر أشغال المؤتمر المنظم من طرف منتدى أبوظبي للسلم ثلاثة أيام، ويشارك فيه مئات الأكاديميين والمفكرين والباحثين الإفريقيين.
وأضاف غزواني، أن انعقاد هذه النسخة تحت شعار: “التعليم العتيق في إفريقيا: العِلْم والسِّلْم” ليستثير “في وجدان المجتمع الموريتاني، صدى تاريخ طويل من الازدهار الحضاري، والعطاء العلمي المتميز.”
وذكر أنه نشأ هنا “منذ قرون، نظام تعليمي عتيق، فريد في خصائصه التنظيمية، وأساليبه المنهجية، جسدته المحاظر الشنقيطية، التي امتد إشعاعها الثقافي والفكري، شمالا وجنوبا.”
وتابع غزواني: “وإن إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، مؤخرا، المحظرة الموريتانية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، لدليل ناصع، على أهمية التعليم الأصلي، ودوره البارز في تكريس القيم الإنسانية الجامعة، من تسامح واعتدال وأمن وسلام.”
وأوضح أن موريتانيا عملت “على صون وتعزيز نظامنا المحظري، وتحديثه، ليلائم متطلبات العصر الحديث، مع الحفاظ على نبل ونقاء قيمه وأهدافه”، مشيرا إلى ، ارتفاع “عدد المحاظر النموذجية من 60 إلى 1402 محظرة.”
وقال ولد الغزواني إن “ما يجتاح قارتنا الإفريقية، والعالم عموما، من عنف وإرهاب وحروب مدمرة، تأثرت بمفاعيله السلبية كل دول العالم، وإن بنسب متفاوتة، ليؤكد حاجتنا الماسة، ومسؤوليتنا الجماعية بخصوص ضرورة التخلص نهائيا من العنف والإرهاب والنزاعات العرقية الهدامة.”
وخلص إلى أن ذلك يتطلب “نشر قيم العدل والتسامح والاعتدال، كما يعمل على ذلك التعليم العتيق.”