عجيب أنه لم تكن هناك تعاليق كافية علي خطاب رئيس الجمهورية حين يعلن الحرب علي الرواسب العالقة من الموروث الحضاري البدوى.
آن لهذا الموروث أن يراجع حتي ولو كان حاضن مقدس تصعب الجرأة علي نقده : "المجزرة الشنقيطي" لأنه فخر جميع التقليديين الذين يحتسبونه الدرع الواقى من تأثير الإستعمار والضامن لنسخة الإسلام البدوي .
السؤال الذي يجب طرحه هو هل الماضي الموريتانى حرى بأن يفتخر به ؟ واذا كان الجواب نعم وطبعا هو كذالك ما دمنا قاومنا الإستعمار من أجل الإبقاء عليه غير مهتمين بإنهاء السيبة وإجاد دولة عصرية .
و تعليم كفيل بتكوين أطر الدولة العصرية الوضعية التي لا تزال قائمة .
إحدى وستين سنة بعد الإستقلال وضعف تلك المدة بعد إخماد المقاومة .
إن المحظرة هى الحاضنة الأولى والعقبة البدائية التى تعيق قيام الدولة العصرية . أليس أصحابها : أساتذتها هم من تسببوا في مشكلة لمعلمين الأخيرة ومشكلة ول تمهيدية قبل ذالك؟.
أليست هى التى تحوي في كتبها العبارات المنفردة في جميع شرائح المجتمع ماعدى الزوايا القيمون عليها والذين لا يمكنهم تحقيق أي نتيجة حيوية للمجتمع؟ ما عدى تكوين شعراء بمستوى العامة.
أليس أصحابها من يرددون دائما: لاخير في الحداد ولو كان عالما.... لا تشترى العبد إلا والحبل معه ...إلي آخر ذالك من الأمثلة المعلومة من طرف الكل والمعمول بها حتي من طرف دكاترة المعاهد الذين لا يصلون خلف لمعلم والحرطانى؟
والطامة الكبرى هي أن يفرض خريجوها التعريب في المدرسة العصرية .
إن ما سماه رئيس الجمهورية رواسب تحول دون لحمة المجتمع هى واقع أصحابه ممن يحكمون البلد وهم من ساهموا في جعله رئيسا .
كيف سيكون بوسعه التخلي عن مبادئهم الأساسية و المتمثلة في ابقاءهم علي رأس المجتمع بدون مصداقية.
لأنه من حيث الأهمية فى البناء و تقدم البلد و عصرنته لا أهمية لهم بل عكس ذالك كله شغلهم الشاغل إبقاء البلد في مؤخرة الشعوب لاحتضان القبائل ودولة الفوارق الإجتماعية .
كان علي الرئيس أن يكون أكثر صراحة وكان علي الصحافة أن تعلق أكثر علي الخطاب الدي يبدى رغبة الرئيس في التخلي عن الأفكار البائدة .
إذا لم تعلق الصحافة العربية فذالك يمكن فهمه أما سكوت الصحافة الفرنسية فذالك يصعب فهمه .
إذا كان أصحابها غير محظريين علي الجميع أن لا يقبل التراجع عن مضمون الخطاب
كما عليهم أن يشرحوا أن التعريب يلعب دورا كبيرا في الإبقاء علي العادات والتقاليد البدائية المنافية للدولة العصرية ولحمة مجتمعها لأنها من إنتاج الموروث البدوي الصحراوي الذى ترعرعت فيه المحظرة المنتجة للشعراء ومعلمي وأساتذة العربية.
الأستاذ يعوب محمد خطاري