لم تكن المعارضة على مدى ثلاثة عقود، لاعبا بارزا في الساحة السياسية الموريتانية، بل ظلت مهمشة لا يسمع لها صوت إلا في مناسبات عامة لا تمت بصلة إلى معاناة المواطنين. منها المظاهرات التي تتزعمها لنصرة الرسول الأعظم و تلك التي تندد بهجمات الدولة العبرية على أهل غزة.
لم يكن هذا التهميش خيارا بالنسبة لأحزاب المعارضة التي عملت ما بوسعها للإضطلاع بمهامها و خدمة الوطن ، لكنها كانت دوما تصطدم بإرادة قيادات سياسية تصر على إقصائها و إذلالها أمام قواعدها الجماهيرية.
الآن و قد لاح في الأفق بصيص أمل تمثل في اللقاءات التي أجراها الرئيس الحالي مع قادة أحزاب المعارضة التقليدية؛ يتساءل البعض حول النتائج التي يمكن أن تتمخض عنها المبادرة الرئاسية.
هل تدخل ضمن سياسة محكمة، متكاملة، تعيد الإعتبار إلى المعارضة و تفسح أمامها المجال للمساهمة على نحو فعال في بناء الوطن، أم هي مجرد مناورة سياسية لكسب الوقت و احتواء معارضة تقدم بها العمر و أنهكتها السنون و أضحت تبحث عن طوق نجاة ؟
إن ردة فعل المعارضة حول التحقيق في الفساد المزعوم أثناء فترة حكم الرئيس الأسبق، جاءت مؤيدة لموقف الحزب الحاكم و هذه سابقة تاريخية أثارت فضول المراقبين لمعرفة طبيعة و حجم التنازلات التي قدمها زعماء المعارضة، كل فيما يعنيه، لرئيس الجمهورية.
أيعقل أن يكون رموز نضال الأمس أصبحوا موالاة غير معلنة اليوم ؟
المفتش: يحظيه ولد الطاهر