طوى الأهلي المصري صفحة مونديال الأندية، وبدأ رحلته في بطولة دوري أبطال أفريقيا نحو لقبه العاشر، والثاني على التوالي، حيث يستعد النادي القاهري لمواجهة نظيره فريق المريخ السوداني، الثلاثاء، على ملعب استاد القاهرة الدولي، في مستهل مشوار المارد الأحمر بدور المجموعات من البطولة.
ويقع الأهلي في المجموعة الأولى مع فرق فيتا كلوب الكونغولي وسيمبا التنزاني والمريخ السوداني.
ويدخل الأهلي تلك المواجهة، وهو يعاني من غياب حوالي 6 لاعبين من عناصر الفريق، وهم طاهر محمد طاهر ووليد سليمان وصلاح محسن وناصر ماهر للإصابة، وحسين الشحات للإيقاف على إثر طرده في نهائي النسخة الماضية من البطولة، وأيمن أشرف بسبب الاجهاد، على أن يتم تحديد موقفه من المشاركة مع الفريق في لقاء المريخ خلال الساعات المقبلة.
وتزيد تلك الغيابات من مخاوف جمهور القلعة الحمراء بشأن المواجهة القادمة أمام المريخ، ليبقى السؤال الأهم، كيف يحصد النادي الأهلي العلامة الكاملة أمام النادي السوداني في ظل تلك الغيابات؟
تأثير مونديال الأندية
يقول الناقد الرياضي محمد بدوي إن الأهلي رغم الغيابات هو الأقرب للفوز في مواجهته مع المريخ، لعدة أسباب على رأسها تجربة كأس العالم للأندية، التي ستسهل مهمة الأهلي، في المباريات المقبلة سواء على المستوى المحلي أو القاري.
وأوضح أن "هذا يرجع إلى سببين الأول هو أن المونديال يعرضك لمدارس كروية مختلفة، تتفوق على المدرسة الإفريقية، والثاني هو زيادة ثقة اللاعبين في أنفسهم، خاصةً أن الجيل الحالي للنادي الأحمر في مرحلة تكوين".
وأضاف بدوي لموقع "سكاي نيوز عربية" "بالطبع ستؤثر تلك الغيابات على مستوى النادي الأهلي، خلال المباراة، لكن خلال فترة موسيماني، تمكن الأهلي في حسم لقاءات لم يكن هو طرفها الأقوى، خلال الـ90 دقيقة، والسر هنا يرجع إلى تطوير المدرب الجنوب أفريقي لمنظومة الأهلي الدفاعية، الفريق الآن لا يستقبل أهداف بسهولة، وهذا يزيد من فرص الفوز خلال المباريات التي يغيب فيها التوفيق عن اللاعبين".
كما أشار بدوي أن القوة الدفاعية للنادي القاهري، تعد ظاهرة جديدة على الفريق، حيث كان الأهلي يعاني على المستوى الدفاعي بشكلٍ كبير في السنوات الأخيرة ، وهذا ما كلفه خسارة عدد من الألقاب المحلية والأفريقية.
وتابع: "الأهلي قادر على التصدي لأي خطورة من جانب المريخ السوداني، رغم الغيابات".
وذكر الناقد المصري أن "خبرة موسيماني في البطولات الأفريقية، ستمكنه من التعامل مع المباراة بنجاح، والخروج بأكبر مكسب ممكن، فهو ليس غريب عن الأجواء، وخلال 8 سنوات قضاها مع نادي صن داونز الجنوب الأفريقي، بالطبع قد مر بتجارب مشابهة وفي نفس الظروف تقريبًا".
يذكر أن المدرب الجنوب الأفريقي بيتسو موسيماني فاز مع فريقه صن داونز بلقب دوري أبطال أفريقيا عام 2016، و"السوبر الأفريقي" عام 2017، وخاض معه على المستوى الأفريقي في 55 مباراة، محققًا الفوز في 26 لقاء والتعادل في 15 مباراة، وتلقى الهزيمة في 14 مباراة.
وأكد بدوي أن تجربة موسيماني مع الأهلي حتى الآن، أثبتت قدرته على الخروج من المباراة بأكبر مكسب ممكن، حتى لو كان الأداء سيئًا، وهذا يزيد من ثقة اللاعبين في تحقيق الفوز، لآخر دقيقة في أي لقاء، بالإضافة إلى أن تلك هي عقلية الفريق من الأساس منذ بداية تأسيسه.
يشار إلى أن موسيماني قاد الأهلي حتى الآن في 24 مباراة، ولم يُهزم سوى في لقاء وحيد فقط كان أمام بطل أوروبا بايرن ميونيخ، ونجح في تحقيق الفوز في 18 مباراة، بينما حقق التعادل في 5 مباريات.
ثقة الجمهور
كما أوضح بدوي أن ما حققه النادي القاهري، بحصد ثلاثة ألقاب محلية ودولية بجانب الميدالية البرونزية في المونديال، ستزيد من ثقة الجمهور في عناصر الفريق، وستخفف الضغط عن اللاعبين في قادم المواعيد، "الأمر يتعلق بأن يكون للجيل الحالي رصيد عند الجمهور، يقلل من الانتقاد والهجوم الجماهيري في حالة الاخفاق، خاصةً أن جمهور النادي الأهلي لا يعترف إلا بالفوز، أمام أي منافس حتى لو كان أقوى فريق في العالم".