جئتكم من النصرة بنبإٍ يقين

سبت, 31/10/2020 - 10:55
عبد الله ولد اتفغ المختار- صحفي

لن أتحدث عن المواسم الماضية لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ما يزالُ دُخانُ جدلها يزكم الأنوف..كنتُ ساعتها في الغربة، لكن، في اعتقادي يجبُ الإمساكُ عنها، فـ"ذلك من الماء لا يخلو من المرق" على رأي حكيم هذه الربوع "كرفاف",
وصلتُ اليوم إلى ساحة المطار، مباشرةً بُعيد صلاة الجمعة.. حتى قبل نهايتها في بعض المساجد التي مررتُ بها في طريقي قادماً من "الزعطر سيتي" القريب من المطار.
وصلَ قبلي آلافٌ من المُحبين لسيد الوجود صلى الله عليه وسلم، كان المهرجان قد بدأ تقريباً.. ميزتُ من بعيدٍ حنجرة الزميل Saadna Haballah والزميلة مريم السباعي كانت انعاشاتهما حماسية وفي مستوى الحدث..
كنتُ أعلمُ أن رجلَ الأعمال محي الدين ولد أحمد سالك ولد أبوه قد تكفل  بالمنصة وبجميع متعلقات المهرجان من الأثاثَ (معلوماتٌ نفاها النائب محمد بويا جملة وتفصيلاً) وكنتُ أعلمُ أن النائب محمد بويَ هو أحدُ الساعين في الترخيص للتظاهرة، وكان يهمني أن أجدَ، مثلكم إجابات شافية على باقي الأسئلة.. من يمولُ النصرة؟ من يبيعها ويبعنا معها؟ من يشترى؟ من يرفضُ الظهور ومن يحلو له؟ أين جنود الخفاء في جهدٍ يُرادُ به وجه الله.
بدأتُ على الفور مسار التحقيق، لن أكشف مصادري، وربما لن أكون مهنياً في بعض تفسيراتي وتعليقاتي ولكن أعدكم بالاختصار.
مناصرون للنائب محمدبوي الشيخ محمد فاضل يُدافعونَ عنه بأنه يُناصرُ عن قناعة، ولا يُريد من ظهوره مكسباً سياسياً أو مالياً، وإنما يمارسُ فرضَ كفاية، يتمثل في تنسيق الجانب الإعلامي لتظاهرة حاشدة مثل هذه (فعلاً شكّل لجاناً إعلامية تحسيسية علمتُ من الفنانة الشيخة المعلومه من الميداح أنها من بين أعضائها، وأنها قامت بجهد كبير لإكمال الدور المنوط بها في جميع وسائل الإعلام).
حاولتُ الحصول على معومات أكثر،  وكان أنصار النائب يسوقون في ما يعتقدون أنه أدلّة دامغة على سلامة المقصد: عدم احتكار محمد بويا لمنصة النصرة، وتنسيقه التام مع الشيخ والنائب الخليل النحوي في كل صغيرة وكبيرة وهو شخصية ثقافية وفكرية موضع إجماع الموريتانيين (وقفتُ شخصياً على جانب من هذا التنسيق الذي تطلبَ صعود الشيخ الخليل ونزوله من المنصة أكثر من مرة).
ربما كان لديّ موقفُ مُسَبقٌ من النائب محمد بويا، وما زلتُ على نفس الموقف.. وحتى مع ما حصلتُ عليه من معلومات بأن نصرة اليوم محدودة الموارد وبدون "إكراميات" فقد لاحظتُ أن محمد بويا قسّم الوقفة إلى مهرجانين: الأول مهرجان شعبي خاصٌ بالأدباء والفنانين وبعض الوعاظ، أما المهرجان الثاني، وهو الرسمي، فقد كان سياسياً بامتياز، تعاقب على منبره قادة الأحزاب السياسية ( حاتم، تواصل، اتحاد قوى التقدم، الاتحاد من اجل الجمهورية وغاب حزب التكتل رغم حضور العديد من قياداته في منصة المدعويين).
استفادت النصرة من الدعوات التي أطلقها بعض المشايخ لحضورها (فبل أيام وصلتنتي تسجيلات صوتية تحث على الحضور من الشيخ محمد الحسن ولد الددو والشيخ محمد الحافظ النحوي والناطق باسم الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بويا ولد الشيخ سعدبوه).
غابَ عن المُنظمين أن عشرات الآلاف من الواقفين أمامهم لا يهتمون للمتحدث، ولا يُميزون بين النائب الخليل ولد الطيب والرئيس بيرام ولد ولد الداه ولد اعبيد..  غالبية الحشد جاءت تلبية لنداء النصرة فقط.
حقيقة أخرى وقفتُ عليها وهي أن سيداً يُدعى النح ولد أحمد بدي ولد الحاج هو رجلُ النصرة الخفي.. ينسقُ كل شيء ويُكملُ مهمته قبل ساعة من الانطلاقة، ثم ينتبذ من المهرجان مكان قصياً، ويتابع المهمة مع الفرق التي تأتمر بأمره عن طريق الهاتف..
لا أعرف هذا السيد، وقد كلفني الحصول على صورة منه جهداً خاصاً جداً، فهو يكره التصوير والظهور حسبما أخبرني بعض الشباب المُكلفين بالتنظيم (بالكاد حصلتُ على صورته المرفقة).
كمراقب سياسي كان التنديد بماكرون والدعوة لمقاطعة فرنسا اقتصادياً وحتى ثقافياً، على ألسنة  الجميع..غابت المخابرات الفوكانية والتحتانية.. قاد محمد بويا المهرجان باقتدار وبدبلوماسية كبيرة، وأجره على الله.

سادَ النظام وجو السكينة والأمن طيلة الوقفة التي تفرقت قبل أن يُرخي الليل سدوله وشعار الجميع "إلا رسولَ الله" صلى الله عليه وسلم.