البيطرة تستنجد لا شكوى من وزيرها -حاشاها- بل من بلوى تهميشها و"تعفيرها".
سأفاجئكم إذا علمتم أني أكتب فعلا مغردا بعيدا عن أسراب التلميع والتعيين التي غمرت مدى وأفق هذا الفصاء، أكتب لا من أجل شخص بذاته أو فصيلة أو قبيلة، بل لأتكلم عن قطاع يستنجد ويستغيث لا شكوى -طبعا- من وزيره وطاقمه - حاشاه، حاشاه- فما قصروا رغم المطبات والمعوقات الكثيرة، واصلوا ليلهم بنهارهم ليخففوا من آثار الخطر المندمج الكورونا/ الجفاف، لكن القطاع يستصرخك مستنصرا لتنقذه -سيدي من براثن تبعية لم تجد ما يعضدها، فهذا القطاع الحيوي والهام يمتص البطالة، ويوفر النقد الأجنبي، ويمثل الرافد الأقرب والأكثر تدفقا وأمانا لاقتصادنا الوطني، وصمام أمن وأمان لحياة ريفنا المعطاء، وحقل جذب للسياحة والإصطياف، ومضخة لتزويد أسواقنا بمختلف اللحوم والألبان الطازجة، فكل الفاعلين في القطاع أجمعوا على وجوب استقلالية قطاع البيطرة بإعتباره الضامن الأساسي لأمننا الغذائي، وأنه القطاع الذي يحتضن كل فئات الشعب ويضمن الرفاه لساكنة المدن والقرى على السواء.
هذا القطاع الذي يمثل عنصر توازن استراتيجي هادنّا به وفاوضنا به وشكل زخما نوعيا لتنوع اقتصادنا الوطني وصهوة امتطيناها في مواجهة الكوارث والمجاعات.
ولأنكم تعلمون -سيدي الرئيس- أن البيطرة تُعنى بكل الحياة البرية؛ البحرية؛ والطيور؛ المعلبات والغذاء في غالب طيفه،
ومن يبري القوس إلا باريها ؟والمسؤولية إما أن تكون بيطرية بإمتياز أولاتكون.
نقلا عن صفحة الدكتور/ محمد ولد الخديم