أثناء المضايقات التي قام بها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لإبن عمه رجل الأعمال البارز محمد ولد بوعماتو كان موقع الطواري و كنت شخصيا نقف بقوة ضد هذه المضايقات لأنني كنت أعتبرها إجراءات ظالمة و لأسباب شخصية و زاد ذلك الموقف قوة السجن الركيك الذي تعرض الرجل النادر في الخلق و العلاقات الإنسانية صديقي و أخي محمد ولد الدباغ و قد كان موقفنا ظاهرا و غير مكتوم مع أنني لم التقى محمد ولد بوعماتو الا مرتين الاولي و عمري لم يتجاوز 15سنة في بيته حيث دعاني في بيته و كانت عائلتي(الوالد و الوالدة) يومها يقيمون في لاس بال ماس و الثاني و كان مجرد سلام خاطف دفعني اليه صديقي و أخي موسى ولد صمب سي أمام مسجد لكصر في احدى الليالي و كان ذلك للصلاة على جنازة لا أتذكر صاحبها رحمه(ا) الله و قد اعتبرت ذلك السلام جافا و هو ما لا استحسنه عادة لكن رصيد علاقاته مع عائلتي و حب المرحومة والدتي له و أعتبارها له كاخ أصغر أو حتى أبن و نوع العلاقة التي كانت تربطني بمحمد ولد الدباغ التي تزواج بين علاقة الصداقة و القرب الاجتماعي المهم عندي مع زوجته كل هذه الأمور تجعلني أقف معهما عندما أحس انهما في موقف ضعف خاصة عندما يكون الظلم بين.
المهم في احد الأيام اتصل بي رقم لم يكن مسجلا في هاتفي و قمت بالرد على المتصل و عرف نفسه على أنه بتار من مصرف GBM و رجل طيب بيني و بينه معرفة تقدير و إحترام و قال لي أنه يريد لقائي و قد وافقت و كان ولد الدباغ يومها في السجن و قد ربطت اتصاله بطلب قد يكون ولد الدباغ قد أرسله لي معه، أتفقنا على اللقاء قرب فندق اتلانتيك و وصل الرجل في سيارة تويوتا GXبيضاء اللون و نزل منها يحمل "مخلة من مخلات الورك" و سلم علي بحرارة كعادته قبل و بعد ذلك و هم بتسليم ما قال أنها رسالة من الرئيس و اعتقده يعني بوعماتو و شكره لي على الدعم، قلت للأخ بتار بعد أن رفضت إستلام الرسالة أن يبلغ الرئيس أن ما يربطني به عائليا و إجتماعيا و ما يربطني بولد الدباغ يمنعني من أن أخذ منهم مالا في هذا الظرف و أن دعمي لهم في هذا الظرف ليس من أجل ثمن، بعد محاولة من الرجل لثني عن القرار غادر و كنت أشاهد نظرات التقدير و الإعجاب الداخلي عنده كلما التقى بي بعد ذلك (و هذا أهم عندي من المال).
بعد ذلك بأيام و أتصل بي صديق و قريب أكن له معزة خاصة و هو صديق شخصي للرئيس السابق و قال لي ان الرئيس يريد لقائي، لم امانع في ذلك و حدد اللقاء يوم الجمعة في بيته، و كان انذاك مزال يوم الجمعة عطلة في موريتانيا، المهم وصلت المنزل الرئاسي و دخلت أحد صالونات الرئاسية و اتذكر انه لم تكن هناك مشروبات كثيرة (بوشين من الماء و إناء من عصير أظنه البرتقال) و بعد فترة وجيزة دخل على الرئيس السابق و سلم بحرارة معها بعض الخجل ليست معهودة لمن يعرفونه حسب معلوماتي و كان يمسك ملفا ، بعد السلام دخل الرجل في الموضوع مباشرة و قال لي أنه غاضب من تصرف الصحافة في قضية الدولة مع محمد حسب قوله و يعني محمد ولد بوعماتو و أنني كنت ضمن من هم في دائرة الغضب لأنهم يتلقون الأموال منه و يحرفون الحقائق و تحدث بالكثير من السلبية عن بعض الصحفيين و قال لي أنه عندما شاهد الوثيقة التي في الملف الذي يضعه على الطاولة أمامه جعله يحترم موقفي و يريد أن يشرح لي ما جري بينه مع محمد كما يسميه.
أخرج لي الورقة فإذا هي رسالة بالميل يبدو أن مرسلها هو ولد الدباغ الي بوعماتو و لا أعرف كيف وصلت إليه و كانت تحوي لائحة لبعض الإعلاميين الذين سلمت لهم مبالغ و أمام إسمي كتبت عبارة أنني رفضت إستلام المبلغ و الصحفي سي امادو الذي كتب أنه في سفر خارج البلاد، صراحة لا أعرف صدقية تلك الورقة لكن الأكيد أنني لم أقبل استلام المبلغ و لم أعرف حجمه الا عن طريق تلك الورقة .
شرح لي موقفه من محمد كما يسميه و ما جري بينهما بالتفصيل الممل و معزته عند عائلة الرئيس الخاصة و أن ما يحركه هو المصلحة العامة التي لا مساومة عليها حسب تعبيره و طلب مني دعمه من أجل ما قال أنه مصلحة الوطن و إسترجاع ثرواتها المنهوبة.
قلت للرئيس السابق (أتلذذ كثيرا بتكرار عبارة "الرئيس السابق" ) أنني كنت أشك في وجود أمور شخصية بينه مع بوعماتو لكنني عندما أستمعت لما قال تأكدت من ذلك و أن ما قيم به لو أقتصر على الضرائب فقط فقد يتفهم مع أنه ليس مقنعا لكن كل الإجراءات التي حدثت بعد ذلك تظهر أنه إستهداف شخصي ،قاطعني بغضب قائلا تريد أن نترك مليار و نصف وضعتها وارسيلا في حسابها في بنك محمد يعلب بها ياسين المنصوري (مدير المخابرات الخارجية المغربية) و مصطفى ولد الإمام الشافعي لزعزعة موريتانيا قلت له السيد الرئيس هل أستشارتك وارسيلا عندما قررت فتح حساب لها في بنك جي بي أم؟ أنه النظام المصرفي و يجب الإبتعاد عنه من طرف الدولة و الأمور السياسية لأن ذلك سيأثر على الثقة في النظام المصرفي و أردفت سيدي الرئيس هل ضميركم مرتاح من سجن شخص تهمته الوحيدة هي الوفاء و الأمانة مع من أعطاه ثقته قاطعني قائلا من تعني؟ قلت له أعني محمد ولد الدباغ هل أنتم على علم أن والدته مريضة؟ قال لي هل هو صديقك (هو صاحبك) ؟ قلت نعم قال قل له ان يطلب حرية مؤقتة قلت سيدي الرئيس لن اخبره عن أنني دافعت عنه أمامك لأنني لا أعتبر ذلك من الصداقة، عليك فعل ذلك بطريقتك أبتسم و قال لي مقابل ان تدعم إعلاميا ما تقوم به الحكومة الآن من اجراءات لإسترجاع الأموال المنهوبة قلت له سيدي الرئيس ثق أنني لن أتآمر مع أي شخصية أو جهة ضدك و في نفس الوقت تأكد أنني لن أتآمر معك كذلك و عليك أن تعرف أن ما افكر فيه أكتبه عادة و ليست لدى أي علاقة مباشرة ببوعماتو و كل سنة تقريبا اقضي عدة أيام في أوقات متفاوتة بمدينة مراكش و لم أسعى يوما للقاء به لعدم وجود حاجة لذاك و أعتبر أن علاقتي الوطيدة بالدباغ كافية أما معارضك الاخر مصطفى ولد الإمام الشافعي فأعتبره أخ و صديق و لي بعائلته و مجتمعه علاقات وطيدة و أعتبر أن ما يقوم به نضال سياسي سلمي يجب عليك كحامي للحريات الحرص على القيام به ذلك أن الزمن تغير و من شاهد قبل فترة الرئيس الايفواري السابق لوراه اكباكبو في ملابس النوم يعرف ان الزمن ليس زمن انتهاك الحريات.
انتهى الحديث عن هذا الموضوع هنا، لكن قبل هذا و بعده تحدثت مع الرئيس السابق في اشياء أخرى لا يتسع المقام للحديث عنها و قد استمر اللقاء اكثر من ثلاث ساعات يعلم الله أنني لم أحدثه خلالها عن قضية شخصية .
محمد "شنوف" مالكيف (تدوينة)
للإطلاع على التدوينة من المصدر إضغط هنا