لندن: «الشرق الأوسط»
يشعر المنتخب الألماني بالضغط عندما يحل اليوم ضيفاً على نظيره الآيرلندي الشمالي متصدر المجموعة الثالثة للتصفيات المؤهلة إلى كأس أوروبا 2020 لكرة القدم، فيما يبدو المنتخب الهولندي المفعم بالحيوية مرشحاً بقوة للفوز على نظيره الإستوني المتواضع متذيل الترتيب.
بعد 14 انتصاراً متتالياً في التصفيات المؤهلة لبطولات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، تعرض المنتخب الألماني لخسارة قاسية على ملعبه في هامبورغ أمام ضيفه الهولندي 2 - 4 مساء الجمعة ليفقد فرصة تحقيق العلامة الكاملة.
ورغم الخسارة احتفظ المنتخب الألماني بمركزه الثاني برصيد تسع نقاط خلف آيرلندا الشمالية (12 نقطة من أربع مباريات)، لكنه بات يبتعد بفارق ثلاث نقاط فقط من هولندا الثالثة التي خاضت مباراة أقل، مما جعل المدرب يواكيم لوف يشدد على أن الفوز في بلفاست (اليوم) بات ضرورياً جداً.
ويأمل لوف الذي يعيد بناء أبطال العالم 2014 بعد الخروج المخزي من الدور الأول لمونديال روسيا 2018. في أن يقوم لاعبوه برد فعل قوي اليوم وقال: «على ألمانيا الفوز بمباراتها أمام آيرلندا، هذا أمر مهم جداً».
وأضاف: «علينا أن نفوز، علينا أن نسير المباراة بطريقتنا التي تجعلنا نغادر أرض الملعب فائزين».
وأجرى لوف تغييرات واسعة في صفوف المنتخب في الأشهر الماضية، ضمن عملية إعادة بناء على خلفية النتائج المخيبة للآمال في مونديال روسيا. وأبعد لوف الذي يتولى تدريب المنتخب منذ عام 2006، عدداً من المخضرمين أبرزهم المهاجم توماس مولر وقطبا الدفاع ماتس هوملس وجيروم بواتنغ، ودفع بدماء جديدة منها نيكو شولتز الظهير الأيسر لفريق بوروسيا دورتموند، والذي سيغيب عن مباراة اليوم للإصابة.
ودخل المنتخب الألماني مباراة الجمعة ضد نظيره الهولندي الخاضع بدوره لتطوير بإشراف المدرب رونالد كومان بعد غياب عن كأس أوروبا 2016 ونهائيات مونديال 2018، معززاً بثقة تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية هذا العام في التصفيات الأوروبية، وذلك على حساب هولندا (3 - 2)، وبيلاروسيا 2 - صفر، وإستونيا 8 - صفر.
لكن هولندا بقيادة مدافع ليفربول الإنجليزي فيرغيل فان دايك، ألحقت بالألمان خسارتهم الأولى، وأعادت فتح الجراح المؤلمة لمونديال 2018، وطرح علامات استفهام حول قدرة المنتخب على ضمان إنهاء التصفيات في أحد المركزين الأول أو الثاني المؤهلين مباشرة إلى النهائيات القارية.
وأقر لوف بعد مباراة هولندا بأن المزيد من العمل مطلوب لدمج القادمين الجدد بشكل أكبر في التشكيلة، وقال: «علينا رفع معنويات اللاعبين الشبان بعض الشيء ومنحهم الثقة بقدرتهم على أن يكونوا أقوى. أنا واثق من أننا سنرى رد فعل أمام آيرلندا».
ولقيت الخيارات التكتيكية للوف ضد هولندا، لا سيما التعويل على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع ضمن خطة 3 - 5 - 2. انتقادات الصحافة الألمانية التي اعتبرت أن المنتخب لعب بتحفظ دفاعي.
ورأت صحيفة «بيلد» أن «جرس الإنذار بدأ يقرع» في صفوف المنتخب، بينما خففت مجلة «كيكر» من وقع الخسارة أمام هولندا، معتبرة أنه «لا داعي للذعر بعد».
وفي حين دافع لوف عن خياراته، لمح إلى أنه سيعتمد تعديلات في مباراة اليوم ضد المنتخب الآيرلندي الشمالي الذي تنتظره في مبارياته الأربع المتبقية، أربع مواجهات صعبة ضد ألمانيا وهولندا.
وأوضح لوف: «آيرلندا الشمالية لديها منتخب صلب بشكل مذهل، لاعبوه يعتمدون العديد من الكرات الطويلة، واللعب في العمق، ولن يتركوا لنا الكثير من المساحة، لذا علينا أن نفكر بأمر مختلف تكتيكياً».
ولقي تحذير المدرب من احتمال السقوط في الفخ في بلفاست، صداه لدى قائد المنتخب حارس المرمى مانويل نوير الذي قال: «كل شيء يمكن أن يحصل في كرة القدم، اختبرنا ذلك بأنفسنا في مونديال 2018، لذا من المهم أن نأخذ هذه المباراة على محمل الجد».
وتابع: «اللعب خارج أرضنا في بلفاست ليس مثالياً بالنسبة إلينا حالياً. لقد فازوا (المنتخب الآيرلندي الشمالي) بكل مبارياتهم حتى الآن ومن الصعب دائماً التسجيل في مواجهة منافس كهذا».
وتلقى مرمى المنتخب الآيرلندي الشمالي هدفين فقط حتى الآن في التصفيات الأوروبية، لكن تاريخ مواجهات المنتخبين يصب بشكل كبير لصالح المنتخب الألماني الذي حقق 11 فوزاً في 17 مباراة، وخرج فائزاً في آخر سبع مواجهات مباشرة بين الطرفين.
ويعود الفوز الأخير لآيرلندا الشمالية إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 1983 وكان حينها بنتيجة 1 - صفر ضد ألمانيا الغربية (بحسب الموقع الإلكتروني للاتحاد الأوروبي لكرة القدم). ويعول المدرب مايكل أونيل على تشكيلة شابة مطعمة بعناصر من ذوي الخبرة، أبرزهم القائد ستيفن ديفيس الذي سينفرد بالرقم القياسي لأكبر عدد من المباريات بقميص المنتخب الوطني (دون حراس المرمى)، بخوضه اليوم مباراته الـ113 مع آيرلندا الشمالية.
وضمن نفس المجموعة يتحيّن المنتخب الهولندي الفرصة عندما يحل بدوره ضيفاً على المنتخب الإستوني المتواضع، متذيل ترتيب المجموعة دون نقاط بعد أربع هزائم في أربع مباريات تلقى خلالها مرماه 14 هدفاً.
واعتبر المدرب الهولندي كومان أن الفوز على ألمانيا كان «جيداً جداً لكن ما زال لنا خمس مباريات بالتصفيات لذا نحن لم نصل إلى النهائيات بعد». وأوضح: «الفوز على ألمانيا يجعل الطريق أسهل بعض الشيء».
وشهدت الفترة الماضية ابتعاد لاعبين مخضرمين بارزين عن صفوف المنتخب الهولندي مثل آريين روبن وويسلي شنايدر وروبن فإن بيرسي فيما ظهرت مجموعة جديدة من اللاعبين الشبان الموهوبين الذي تألقوا مع أياكس
وآيندهوفن في السنوات الماضية قبل احتراف عدد منهم في أكبر الأندية الأوروبية بعد سطوعهم في دوري أبطال أوروبا.
وكان كومان صرح قائلاً: «الجميع كانوا يعلمون أنه لا بد من تغيير شيء ما، كانت هناك الكثير من السلبيات في ذلك الوقت، وربما كانت كثيرة للغاية. ولكنني أرى دائماً أننا نستطيع تحسين وتطوير الأمور».
وجاء الفوز على ألمانيا ليبدد كل الشكوك بشأن المنتخب الهولندي وضاعف سيناريو المباراة من الإعجاب بالفريق الذي قلب تأخره بهدف إلى فوز كبير 4 - 2 في الشوط الثاني.
وضمن أبرز المباريات التي تقام اليوم أيضاً، يحل المنتخب الكرواتي وصيف مونديال 2018، ضيفاً على أذربيجان ضمن تصفيات المجموعة الخامسة، والتي تشهد أيضاً لقاء المجر وضيفتها سلوفاكيا. وتتصدر المجر ترتيب المجموعة برصيد تسع نقاط من ثلاثة انتصارات وتعادل، بفارق الأهداف عن كرواتيا التي خاضت أربع مباريات أيضاً.
وتحل بلجيكا متصدرة المجموعة التاسعة بالعلامة الكاملة (15 نقطة من خمس مباريات) ضيفة على اسكوتلندا، بينما تستضيف روسيا الثانية (12 نقطة من خمس مباريات) كازاخستان.
على جانب آخر، استعاد منتخب أرمينيا نغمة الانتصارات التي غابت عنه في الجولة الماضية بالمجموعة العاشرة بفوزه الثمين أمس 4 - 2 على ضيفه منتخب البوسنة والهرسك.
وبعد 6 جولات ارتفع رصيد المنتخب الأرميني، الذي خسر 1 - 3 أمام ضيفه منتخب إيطاليا في الجولة الماضية، إلى تسع نقاط في المركز الثالث، بفارق نقطتين أمام المنتخب البوسني.
واتسمت المباراة بالإثارة منذ بدايتها، حيث تقدم منتخب أرمينيا بهدف مبكر عبر نجمه هنريك مخيتاريان في الدقيقة الثالثة، لكن إدين دزيكو أدرك التعادل سريعاً للبوسنة في الدقيقة 13.
وعاد مخيتاريان لهز الشباك من جديد، بتسجيله الهدف الثاني لأرمينيا في الدقيقة 66. قبل أن يتعادل عامر جوجاك للبوسنة في الدقيقة 70. ولم يهنأ الضيوف كثيراً بهدف التعادل، بعدما سجل هوفهانيس هامباردزوميان
الهدف الثالث لأرمينيا في الدقيقة 77. قبل أن تنتهي آمال المنتخب البوسني في إدراك التعادل، بعدما سجل لاعبه ستيبان لونتشار الهدف الرابع بالخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 90 إثر عرضية من مخيتاريان.