ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيارته المزمعة إلى الدنمارك قائلا إن هذا القرار جاء بسبب رفض رئيسة الوزراء الدنماركية، ميتي فريدريكسن، اقتراحه بشراء جزيرة غرينلاند.
إلا أن بعض المراقبين والمحللين قالوا إن تلك المزاعم التي قال ترمب إنه ألغى زيارته بسببها غير حقيقية، وإن هناك سببا آخر لقراره هذا، وهو سلفه الديمقراطي باراك أوباما.
وبحسب ما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد أكد المراقبون أن أوباما يخطط لزيارة الدنمارك في نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، وأن ترمب لا يروق له ذلك بسبب خوفه من التناقض في الاستقبال الذي سيحصل عليه مقارنة بذلك الذي سيتلقاه أوباما.
ويقول الكاتب والمحلل، ديفيد فروم: «ترمب يعلم أن هناك عدم توافق واضح بين وجهات نظره ووجهات نظر أوباما، وقد خشي من عدم تلقيه الاستقبال الذي يليق به في الدنمارك لهذا السبب، ومن ثم فقد أخذ يبحث عن عذر مناسب لإلغاء الزيارة فلم يجد إلا أزمة غرينلاند».
وأشار مراقبون آخرون إلى أن ترمب شديد الحساسية تجاه التقارير التي تقارن بينه وبين أوباما وتلك التي تقول إن شعبية سلفه لدى الأميركيين كانت أقوى من شعبيته، ومن ثم فإن زيارة أوباما للدنمارك دفعته إلى اتخاذ قراره بإلغاء زيارته خوفا من المقارنة.
وأكد المراقبون أن ما يثبت صحة وجهة نظرهم هو أنه في يناير (كانون الثاني) الماضي قام ترمب بنشر تغريدة قال فيها إن عدوه القديم (وسائل الإعلام)، لم تمنحه الثناء الكافي لما أحرزه من تقدم في علاقات الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية منذ نهاية إدارة أوباما. كما أنه كثيرا ما يشيد بطريقة تعامله مع «القضية الكورية» مقارنة بأوباما.
ولفت المراقبون أيضا إلى أن ترمب كتب تغريدة في شهر يونيو (حزيران) الماضي عقد فيها مقارنة بين تعامل وسائل الإعلام معه ومع أوباما، قائلا: «لو أبرم أوباما الاتفاقيات التي أبرمتها، خاصة تلك المتعلقة بالحدود والاقتصاد، فإن وسائل الإعلام الفاسدة كانت ستشيد بها باعتبارها اتفاقيات لا تصدق. أما معي ورغم التقدم القياسي الذي حققته في الاقتصاد ورغم كل ما قمت به، فإنها تعتبر أنني لم أفعل شيئا».
ومن المنتظر أن يزور أوباما جامعة جنوب الدنمارك في بلدة كولدنغ الشهر المقبل حيث سيتحدث أمام الحاضرين في جلسة سؤال وجواب مع عدد من كبار رجال الأعمال والطلبة وشخصيات بارزة أخرى.