حتى الساعة السادسة من مساء أمس بتوقيت غرينتش، لم يتمكن وزراء مالية أوروبا من الاتفاق على اسم واحد من بين المرشحين لشغل منصب مدير عام صندوق النقد الدولي خلفا لكريستين لاغارد التي غادرت منصبها لتولي مهام رئيس البنك المركزي الأوروبي. فيما كان العالم يتابع بشغف العملية، انتظارا لصدور «دخان أبيض» دليلا على التوافق بين الوزراء في عملية تقاد من باريس.
لكن القائمة تناقصت من خمسة مرشحين إلى اثنين فقط، حيث انسحب صباح أمس المرشح البرتغالي ماريو سينتينو رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة العملة الأوروبية الموحدة «اليورو»، ثم تبعته وزيرة الاقتصاد الإسبانية نادية كالبينو، قبل أن يعلن لاحقا المفوض الأوروبي السابق الفنلندي أولي رين انسحابه بدوره، ليتبقى في القائمة كل من وزير المالية الهولندي السابق جيروين ديسيلبلوم، والرئيسة التنفيذية للبنك الدولي البلغارية كريستالينا جورجيفا، في منافسة حتى الرمق الأخير.
وأفادت وكالة أنباء «بلومبرغ» بأن فرنسا، التي تنظم عملية الاختيار، كانت قد أرجأت التصويت حتى الجمعة للسماح للندن بتقديم مرشح جديد في ضوء التغيير الأخير في حكومتها. لكن المملكة المتحدة قالت إنه ليس لديها الوقت الكافي، وإنها يمكنها تجاهل عملية باريس والتقدم بمرشحها في وقت لاحق، وفقا لمسؤولين مطلعين على سير العملية.
وفشلت حكومات الاتحاد الأوروبي حتى مساء أمس في الاتفاق على مرشح واحد يحل محل لاغارد على رأس صندوق النقد الدولي الذي يقع مقره في واشنطن، وبات الإحباط واضحا عبر العواصم.
ويقود وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير جهودا تهدف إلى التوصل لتوافق أوروبي على خليفة المديرة العامة الحالية للصندوق، لاغارد، والتي تقدمت باستقالتها لترأس البنك المركزي الأوروبي.
وجرت العادة أن يتولى رئاسة صندوق النقد الدولي، ومقره واشنطن، شخصية أوروبية، في حين يتولى رئاسة البنك الدولي شخصية أميركية. وأعلنت دول نامية مؤخرا رفضها لهذا الاتفاق الضمني، ورغم ذلك، يظل تولي شخصية أوروبية رئاسة صندوق النقد أمرا مفضلا إلى حد بعيد.