سيطر الارتباك والتكدس على مواعيد الجلسات القضائية الخاصة بالمعتقلين السياسيين في مصر بسبب انشغال وزارة الداخلية بترتيبات كأس الأمم الأفريقية المقررة في الفترة من 21 يونيو/حزيران إلى 19 يوليو/تموز 2019، وفق مصادر حقوقية.
وأوضحت المصادر للجزيرة نت أن نيابة أمن الدولة العليا والعديد من النيابات قدمت العديد من الجلسات القضائية الخاصة بالمعتقلين ومتابعة التدابير الاحترازية.
وأضافت أن الداخلية والعدل بالتنسيق مع المجلس الأعلى للقضاء لن يعقدوا جلسات في كل النيابات والمحاكم بالقاهرة في الفترة التي تنعقد فيها البطولة.
وأشارت إلى أن ذلك يترتب عليه نظر جلسات النيابات العامة، خاصة نيابة أمن الدولة في مقار السجون خاصة مجمع سجون طرة لكل من كانت جلسته خلال هذه الفترة بالتزامن مع تأجيل كل جلسات المحاكم إداريا لجلسات أخرى بعد انتهاء البطولة.
واستنكرت المصادر ما وصفته بـ "تكديس" جميع جلسات تجديدات الجنايات الخاصة بنيابة أمن الدولة قبل بدء البطولة عبر تقديم مواعيدها.
ويؤدي ذلك -وفق تلك المصادر- إلى تكدس أعداد كبيرة وصلت إلى المئات من المعتقلين أمام دوائر الجنايات بمعهد أمناء الشرطة (جنوب القاهرة) وتعذر النظر في طلبات هيئات الدفاع مما يؤدي إلى تجديد قرارات الحبس وتفويت فرصة إخلاء السبيل على البعض وانتهاك الحق في المحاكمة العادلة.
وأضافت المصادر الحقوقية أن نقل التجديدات بالسجون باطل قانونا، ويعطي الحق القانوني لهيئات الدفاع في تقديم الطعون على ذلك لانعقادها في غير المكان القانوني، ولكن مكتب النائب العام لتلافي ذلك عادة ما يصدر قرارا باعتبار الظرف الأمني وفق تقديرات الداخلية استثنائيا لإسباغ قانونية على عقد الجلسة بالسجون.
وأعلنت الداخلية الاستنفار الأمني لأجهزتها بكافة مديريات الأمن منذ تأمين احتفالات عيد الفطر المبارك كبروفة لبطولة كأس الأمم.
وتلقت السلطات العديد من الانتقادات الحقوقية الدولية والمحلية على خلفية عدم اتباع إجراءات المحاكمات العادلة في السنوات الأخيرة بعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، في ظل زيادة أعداد المعتقلين وفق تقديرات وصلت ستين ألف معتقل على الأقل.
المصدر : الجزيرة