الحقيقة _أنواكشوط _تابعت الليلة البارحة التصريحات التي أدلى بها معالي وزير الوظيفة العمومية والعمل والتشغيل وعصرنة الإدارة الناطق الرسمي باسم الحكومة نيابة، وهي بحق تستحق الوقوف عندها لما تميزت به من نبرة وطنية صادقة وهادفة أراد لها معالي الوزير أن تكون من وحي الحقيقة الناصعة، ليقدم بتلك الكلمات العفوية صدق مشاعره تجاه جميع مواطني الجمهورية، ليسطر بذلك أسلوبا جديدا في التعاطي مع الشؤون العامة بقدر كبير من الرزانة والتواضع..
وعلى الرغم من إدراكي المسبق من براءته من تلك الشائعات التي حاول البعض أن يلبسها ثوبا من الخصومة والتشريش على معاليه بسوء نية - قد يكون ورائها الحساد - إلا أنني تريثت حتى أتقصى من حقيقة ما جرى، وحتى لا يقال أن الدافع البراكماتية الشائعة التي نوصف به دوما في الأغلبية من لدن مخالفينا في الرأي المعارض..
غير أن تصريحات معاليه جاءت لتخرجني من صمتي، ولتضع حدا لتلك الشائعات المغرضة التي ركبها بعض أعداء معاليه - وهم قلة - بكثير من الفجور والغلة والحسد، حيث بين أنه ليس ممن تأخذهم العزة بالإثم، معبرا عن اعتذاره عن ما قد قاله في صدد حديثه عن حل معضلة طالما أرقت جميع الأنظمة السابقة، وهي مشكلة العمال غير الدائمين في مرافق الدولة، وهو لم يقصد من وراء ذلك الحديث الإساءة لأي كان...
هذه التصريحات الأخيرة التي صرح بها معالي الوزير أثبتت من جديد أن قرار رئيس الجمهورية بمنحه ثقة رئاسة حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بصفته رئيسا للجنة التسيير كانت في محلها لما يتمتع به هذا الرجل من كارزمية وحنكة سياسية قل نظيرهما في الوقت الحاضر...
كما أن صدق الرجل وصرامته في قول الحق تضعانه في مصاف الشخصيات الوازنة في عالم السياسة وتسيير الشأن العام، وهو أمر قد يكون محل إجماع من لدن العارفين بالرجل..
إن اعتذار معاليه مؤخرا بذلك الأسلوب المتواضع والرصين يرفعه إلي مصاف عباد الرحمن، من خلال مجانية العظمة التي تطبعه في شخيصته الرزينة المتسامحة، وهو ما يعطيه لقب مجانية العظمة بدون منازع... ؟!