بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله و الصلاة و السلام الأتمان الأكرمان على الرحمة المهداة للعالمين، سيد الأولين و الآخرين محمد بن عبد الله و على آله الطيبين الطاهرين. و رضي الله عن صحابته أجمعين.
معذرة إلى الله
وإذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا. قالوا معذرة إلى ربكم و لعلهم يتقون. فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بيس بما كانوا يفسقون. صدق الله العظيم.
فإن من أشد المرارة ما يذوقه المرء من حيث توقع العكس، وكذلك من أوغل الطعن الحاقد ما ينال من الإنسان من حيث توقع الأمان، وإنه لا مرارة أشد ولا طعن أنكى من قيام جهات معروفة بتبرئة المسيء إلى مقام النبي محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلوات والسلام.
فقد كان أرحم بالجميع و اقسط عند الله و اقوم و ارضى لرسوله و اسلم التطبيق الفوري لشرع الله بدل تعطيله و اقامة حدود الله في هذا اللعين المسيء إلى الله ورسوله والإسلام والمسلمين. لكن دمه ليس أكثر نجاسة من مجاري ذمم الرجال والقضاة الذين يبدو أنهم لم يقرأوا من الحكم ولا عن العدل إلا ما حصلوه من محاكم الشيطان. إذ زين لهم الشيطان أعمالهم فاصمهم و اعمى أبصارهم فصدهم عن السبيل وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
لقد قام القضاء الموريتاني بتبرئة المسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعمليا أطلق سراح المسيء ولد أمخيطير وكأن شيئا لم يقم ولا يحدث. وقد حدث ذلك بعد أن ركبت جهات وجهات موجة الاستغلال النفعي السياسي والمادي لهذا الملف، الذي كان من الناحية القضائية والشرعية غير قابل للتأويل أحرى للتعطيل و غير قابل إلا لتنفيذ حكم الله في من أساء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم كما أجمع على ذلك جمهور علماء الأمة. بدل ذلك نبذ القضاة حكم الله وراء ظهورهم و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون.
إن أسئلة بسيطة ومنطقية لن تجد جوابا في هكذا وضع، وهكذا تصرف، وهكذا قضاء.
ولكن.. كيف نقيم الدنيا ولا نقعدها من أجل تهم تنسب لمسؤول بسيط، ولا نقيم ذرة في حق من أساء لنبي الملياري مسلم. النبي الذي شهدت بقيمته وقيمه كل نوابغ الإنسانية وعلمائها ومفكريها. لقد ابتليت بلادنا بهذه الطامة الكبرى و زلزلت زلزالا شديدا. نسأل الله لها حسن الخلاص فحسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم فاشهد أني أدين بأشد عبارات الإدانة حكم الخزي والعار الصادر عن محكمة وقضاة العار، الذين لم ينتصروا للرسول ولا للشريعة ولا للقانون.
اللهم أشهد أني أدين كل الظروف التي أدت لوجود مجموعة من "الرغالات" و"الأبيّات" الذين خرجوا على قيم مجتمعنا المسلم وصاروا يتباهون بخدمة الحضارة الغرب المتصهين في نسختها الاستعمارية الاستعلائية، و كأن الآية الكريمة نزلت فيهم " فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة. فعسى الله ان يأتي بالفتح او أمر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في أنفسهم نادمين ".
وتشمل هذه الإدانة كل من تراخى تغافلا او تجاهلا او تقية أو من دافع عن المسيء من قريب أو بعيد.
و اسجل ببصيص من الارتياح و التفاؤل اعتراض الرئيس محمد ولد عبد العزيز على هذا الحكم القضائي الجائر مطالبا باستئنافه. و انتظر المزيد.
تنبيه للجميع عامة و للقضاة خاصة:
" و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون " .
"يومئذ يود الذين كفروا و عصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض و لا يكتمون الله حديثا".
"يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه امدا بعيدا. و يحذركم الله نفسه".
صدق الله العظيم.
الدكتور الشيخ المختار ولد حرمة ولد ببانا