أثارت حادثة رفض إمام الجامع العتيق في بتلميت الصلاة على جنازة "مس ولد الصبار " جدلا واسعا وتذمرا في أوساط ساكنة المدينة خصوصا من جيران ومعارف الفقيد , الذي كان أحد أعضاء فرقة بتلميت الفلكلورية.
وكشفت مصادر محلية في بتلميت لموقع الحرة أن إمام الجامع رفض الصلاة على جنازته , وهو أمر أعتاده العديد من الأئمة بناءا على موقف شرعي , حيث رفض نفس الإمام الصلاة على شاب أقدم على الإنتحار في قرية عرفات بضواحي بتلميت قبل سنوات.
وتقدم أحد الأئمة وهو النائب الثاني للإمام وأم الصلاة على جنازة المرحوم مس ولد الصبار , الذي عرف بحرصه على إقامة الشعائر الإسلامية بإنتظام.
وهنا نورد شهادات بعض العارفين به :
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا
"موسى ولد الصبار (الفيجح) ضابط الإيقاع الرئيسي في فرقة "بنچه" في بتلميت وكبير أعضاء الفرقة؛ في ذمة الله.
اللهم ارحمه واغفر له وارحمني إذا صرت مثله؛ تعازي لذويه ومحبيه ولكل بتلميت في هذا الفنان العظيم وهذه الفاجعة الكبيرة."
القاضي أحمد المصطفى:
"كتب الشقيق الشيخ إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا مترحما على فقيد بتلميت: "موسى ولد الصبار (الفيجح) ضابط الإيقاع الرئيسي في فرقة "بنچه" في بتلميت وكبير أعضاء الفرقة؛ في ذمة الله.
اللهم ارحمه واغفر له وارحمني إذا صرت مثله؛ تعازي لذويه ومحبيه ولكل بتلميت في هذا الفنان العظيم وهذه الفاجعة الكبيرة"..
قُلْتُ: لا يعرف الكثيرون أن الطبلَ - وإن كان آلة غير وترية - له مقامات إيقاعية، تبدو واضحة للبوتلميتي حين يبادل المرحوم الفيجحْ يديه عليه..
ولا يعرف الكثيرون أيضا أن من أدبيات الطبلِ البوتيلميتي المشبوح على أسلّايْ أنه عند شَدِّ الجلد عَلَى الآسّلَّايْ يتناول "الشَٰبَّاحْ" سبع بعَرات من بعر الإبل ويلقيها تباعا في الأسلايْ، ويسمي عند كل واحدة منها شخصا مشهورا بحسن الصوت، تيمنا به، رجاء أن يكون صوت الطبل حسنا، ثم يشد الجلد..
كان الفَيجح (وهو يحب هذا الإسم) مسلما طروبًا، يشهد لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة، له حضور في المديح النبوي، وله عيش من كسب يده، وبُرور مذكور..
اللهم بتنبيهه عند الفجر، للنَّائمين بترْداد: "يَـ النَّائمينْ كُومُ صَلُّ" فاغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، واكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا والذنوب، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب النار ومن عذاب القبر.."
الناشط يعقوب ولد السالك:
توفي مسّه ولد الصبار، الملقب "الفيجح"، يوم الاثنين 13 مارس 2017، وتوافدت ساكنة بتلميت، عن بكرة أبيها، من كل فج، لتودع من كان يُدخل السرور علي الكبير والصغير.
كانت صدقات "الفيجح" تصل القريب والغريب.. كان ملتزما في مواعده الرمضانية بإفطار من استطاع من الصائمين.. كان متعودا على التصدق على مساجد المدينة وأراملها وأيتامها.. كان يمازح الكل، ويدخل البسمة على الكل، ويطرب الجميع، لكن الإمام الراتب (وريث الإمامة) لم يكن في الموعد ليتقاسم آلام المؤمنين، فرفض – للأسف- أن يؤم الصلاة على المغفور له "الفيجح" متناسيا أن من البر أن يكرم المرء أهل بر أبيه، فالمرحوم كثيرا ما مازح والد الإمام العالم الجليل الإمام الشيخ أحمد ولد المصطفى. كان الإمام الراحل (والد الإمام الحالي) يشهد للفقيد الفيجح، كما يشهد له الجميع، بصدقة الجهر والسر، وبحسن معاشرة الناس، وبمودة الجميع، مع ما حباه الله به من القبول وخفة الدم وحب الدعابة بما يدخل الفرح والسعادة في قلوب المسلمين. فمن أين جاء الإمام بفعلته هذه؟ وعلى أي أساس شرعي استند؟.. فالمرحوم الفيجح لم يكن كافرا ولا مرتدا ولا منافقا، بل يشهد له جميع من عرفوه بأنه مسلم يحب مدح النبي صلى الله عليه وسلم ويكثر صدقات السر على المحتاجين.
لقد تأثر جميع سكان بتلميت، خاصة معارف وجيران الفقيد في حي اجّـنكه العريق، من هذا التصرف الغريب غير المؤصل شرعا.
فصلاة الجنازة فرض كفاية يستحقه كل من مات مسلما أو مات وهو يظهر الإسلام، وقد أكد النووي بأن ذلك هو إجماع العلماء بلا خلاف. وحسب كتب الفقه، فلم يرد في الأدلة الشرعية استثناء أي مسلم من الصلاة عليه إلا إذا كان شهيد معركة جهادية أو كان مرتدا، ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي على من استشهد في الجهاد. ومهما يكن فإنه من حق الفيجح علينا، ومن حق الإمام المرحوم المعتدل أحمد ولد المصطفى علينا، أن نشجب هذه الفعلة الشنيعة الغريبة على مدينتها وعلى دينها المنفتح غير الظلامي وغير المتطرف، كما أنه من حقهما علينا أن نترحم عليهما ونرجو من الله أن يمن عليهما بواسع مغفرته.
عنوان التدوينة الاصلي: رحم الله والدكم، أيها الإمام!
الحرة