ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﺎ، ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ
ﻛﺒﺸﺮ . ﺇﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻴﺢ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﺗﻤﺘﺪ ﺟﺬﻭﺭ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﻭﻳﻮﺟﺪ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻣﺜﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻪ، ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ .
* ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﻧﻬﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻛﺒﺸﺮ .
* ﻣﺎﻫﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ﺇﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﻮﺭ ﻭﻧﺴﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻛﺎﻣﻞ ﺧﺼﺎﻟﻨﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻨﺎ ﻭﻭﻟﻴﺪﺓ ﻧﻈﺎﻡ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻌﻴﻦ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻮﺣﺪﺗﻬﺎ ﻭﺗﺸﺎﺑﻬﻬﺎ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﺟﻮﻫﺮ ﻭﻟﺐ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺛﻤﺔ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺃﻭ ﺗﻐﺎﻳﺮ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻩ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻪ . ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ : ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﺍﻱ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ - ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ - ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ .. ﺣﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﺃﻣﺎﻧﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ - ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ .. ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ
- ﺍﻹﻋــﻼﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘـﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ﻓﻲ 10 ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ / ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1948 ، ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺃﺻﺪﺭﺗﻪ، ﻭﻳﺮﺩ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻺﻋﻼﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ . ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ، ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻨﺺ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻭ " ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮﻩ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻪ ﻭﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻭﺷﺮﺣﻪ، ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ."
ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻨﺎﺳﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺯﺩﺭﺍﺅﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﻓﻀﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻫﻤﺠﻴﺔ ﺁﺫﺕ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﻧﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻧﺒﺜﺎﻕ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﻳﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻭﺍﻟﻔﺎﻗﺔ . ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻜﻴﻼ ﻳﻀﻄﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ . ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻗﺪ ﺃﻛﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻭﺑﻤﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻭﺣﺰﻣﺖ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺮﻗﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻭﺃﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺃﻓﺴﺢ . ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻗﺪ ﺗﻌﻬﺪﺕ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻃﺮﺍﺩ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ . ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻺﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻟﻠﻮﻓﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻬﺪ . ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻬﺪﻓﻪ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻷﻣﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻌﻰ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻭﻫﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺍﺿﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻧﺼﺐ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ، ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻃﻴﺪ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﻄﺮﺩﺓ، ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻬﺎ ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺗﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻬﺎ .
* ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺗُﺸﺘﺮﻯ ﻭﻻ ﺗُﻜﺘﺴﺐ ﻭﻻ ﺗﻮﺭﺙ، ﻓﻬﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﻧﻬﻢ ﺑﺸﺮ .. ﻓﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ " ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ " ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ .
ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺭﺃﻱ ﺁﺧﺮ، ﺃﻭ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . ﻭﻗﺪ ﻭُﻟﺪﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺃﺣﺮﺍﺭﺍً ﻭﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ .. ﻓﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ " ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ."
ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻧﺘﺰﺍﻋﻬﺎ؛ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻡ ﺷﺨﺼﺎً ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺑﻠﺪﻩ، ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻜﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ .. ﻓﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺔ " ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ ."
ﻛﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻖ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ، ﻭﺑﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﻌﻴﺸﺔ ﻻﺋﻘﺔ .. ﻓﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ " ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺰﺅ ."
- ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ :
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﻓﺌﺎﺕ :
-1 ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ( ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺃﻳﻀﺎً " ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ (" ، ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺎﺕ، ﻭﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ؛ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ؛ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ؛ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻊ .
-2 ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ( ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺃﻳﻀﺎً " ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ (" ، ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺗﺸﻤﻞ : ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﻟﻠﻤﻌﻴﺸﺔ؛ ﻭﺍﻟﻤﺄﻛﻞ ﻭﺍﻟﻤﺄﻭﻯ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ .
-3 ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ( ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺃﻳﻀﺎً " ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ (" ، ﻭﺗﺸﻤﻞ ﺣﻖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻭﻣﺼﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ؛ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺣﻘﻮﻗﺎً ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ، ﻛﺬﻟﻚ، ﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ .
- ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺣﻰ ﺑﺎﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ، ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺇﻋﻼﻥ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﺎﻣﺔ، ﻗﻮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ . ﻭﻗﺪ ﺗُﺮﺟﻤﺖ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻟﻬﺎ ﻗﻮﺓ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ . ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺩﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪﻳﻦ ﺑﺄﻥ ﺗﺴﻦَّ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﺎ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻒ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﺗﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ، ﺃﻳﻀﺎً، ﺻﻜﻮﻙ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻲ ﺻﻜﻮﻙ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻔﻞ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺮﻡ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﻋﻈﻢ ﺷﺄﻧﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻣﺨﺘﺎﺭﺍً ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻗﺮﻭﺍ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺃﻡ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ
ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻫﻨﻴﺌﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ "
أحمد الحضرامي