بدأت أعمال القمة العربية في دورتها الـ27 في نواكشوط اليوم لبحث عدد من ملفات المنطقة الملحة، أبرزها الحروب والصراعات في سورية واليمن وليبيا والعراق، فضلا عن سبل مكافحة الإرهاب والجماعات المرتبطة به.
وتعقد القمة وسط غياب ملحوظ لعدد كبير من الزعماء العرب، إذ يشارك فيها قادة سبع دول هي قطر والسودان والكويت واليمن وجيبوتي وجزر القمر، إضافة إلى المضيفة موريتانيا. وأرسلت ست دول رؤساء حكوماتها، فيما تشارك الدول المتبقية بوزراء خارجية أو مسؤولين آخرين.
ويبحث القادة العرب في اليوم الأول عدة ملفات مدرجة في جدول الأعمال، تتناول الشؤون الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في الدول الأعضاء. وقال مساعد الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي إن لاجتماع القادة أهمية كبيرة نظرا للظروف "المضطربة والصعبة" التي تمر بها المنطقة.
وأطلق على الحدث السنوي الاعتيادي "قمة الأمل".
وانتشرت قوة كبيرة من الجيش والشرطة في الشوارع الرئيسية لنواكشوط لتأمين وصول أعضاء الوفود. جدير بالذكر أنها المرة الأولى التي تستضيف فيها موريتانيا قمة عربية منذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945.
مشروع إعلان نواكشوط
ونقلت صحيفة “الأهرام” مشروع إعلان نواكشوط الذى سيصدره القادة العرب في ختام أعمال قمتهم.
ويؤكد القادة العرب في مشروع البيان التمسك بالمبادئ والأهداف الواردة في ميثاق الجامعة العربية والمعاهدات والبروتوكولات اللاحقة عليها واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على وحدة البلدان العربية وسلامة أراضيها.
كما يؤكد الإعلان مركزية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك.
وسيرحب القادة، في هذا السياق بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.
كما سيدعو القادة الأطراف الليبية إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية.
كما يناشد الفرقاء في اليمن إلى تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت. ومن المقرر أن يعرب القادة عن أملهم في أن يتوصل الأشقاء في سورية إلى حل سياسي يعتمد مقومات الحفاظ على وحدة سورية ويصون استقلالها وكرامة شعبها. كما سيعلن القادة دعمهم للعراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم داعش الإرهابي.
وعلى صعيد متصل، نفت مصادر عربية في نواكشوط بروز أي خلافات عربية بشأن مشروع القرار الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة خلال المناقشات التي جرت بشأنه خاصة في أثناء الاجتماع التحضيري للقمة على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين الأربعاء الماضي.
وأكدت أن هذا البند لم يناقش من الأساس وإنما أحيل إلى وزراء الخارجية الذين أحالوه بدورهم إلى القادة في قمتهم اليوم، مشيرة إلى أن مشروع القرار الجديد يدعو إلى تطبيق قرار قمة شرم الشيخ في هذا الشأن لاسيما أنه تم إعداد البروتوكول التنفيذي للقوة من قبل رؤساء أركان الجيوش العربية خلال اجتماعين عقدوهما بالقاهرة في شهري نيسان/ أبريل وحزيران/ يونيو من العام الماضي.