قالت مصادر سياسية موريتانية رفيعة، إن اللجنة العليا المكلفة بالتحضير للقمة العربية المقررة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أواخر الشهر الجاري، ناقشت بشكل موسع خلال اجتماعها الأخير مسألة إمكانية خروج مظاهرات بالعاصمة نواكشوط ضد قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي.
وقال المصدر الخاص الذي تحدث لـ"عربي21" إن اجتماعا حضره الوزير الأمين العام للرئاسة الموريتانية مولاي ولد محمد لغظف، قد طرح خلاله عدد من أعضاء اللجنة التحضيرية للقمة، مسألة احتمال خروج مظاهرات ضد السيسي بعدد من أحياء نواكشوط.
وبحسب المصدر فقد اقترح بعض أعضاء اللجنة إجراء اتصالات بعدد من قادة المعارضة، من أجل أخذ ضمانات منها بعدم تنظيم أي احتجاجات قبل وخلال القمة العربية ضد أي من القادة العرب، خصوصا عبد الفتاح السيسي.
وبحسب المصدر فقد بدأت اللجنة بالفعل اتصالاتها ببعض أحزاب المعارضة بهذا الخصوص.
وقال قيادي بمنتدى المعارضة تحدث لـ"عربي21" طالبا عدم ذكر اسمه، إن الموضوع نوقش بالفعل من طرف اللجنة التحضيرية للقمة العربية، وإن معلومات وصلتهم بأن بعض أعضاء اللجنة سيلتقون في وقت لاحق من هذا الأسبوع بجميع قادة المعارضة من أجل اتخاذ ضمانات بعدم التشويش على القمة، والمساهمة في تهدئة الشارع الموريتاني طيلة أيام القمة.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر موريتانية موافقة عبد الفتاح السيسي على المشاركة بقمة نواكشوط، مؤكدا أن الحكومة الموريتانية تولي أهمية خاصة لمسألة تأمين السيسي ووفده، لكن المصدر أبدى خشيته من تراجع السيسي عن المشاركة في القمة في حال خرجت مظاهرات قبيل القمة رافضة لزيارته لنواكشوط.
يذكر أن جميع أحزاب المعارضة الموريتانية بكل تشكيلاته أعربت في مواقف سابقة عن رفضها لأي تعامل مع السيسي، كما انتقدت أحزاب المعارضة بشدة الزيارات الأخيرة للرئيس الموريتاني للقاهرة التي التقى فيها بنظيره السيسي.
دعوات للتظاهر
وبالتزامن مع حراك الحكومة الموريتانية لتهدئة الأوضاع، دعا أغلب نشطاء التواصل المعارضين، إلى تنظيم وقفات احتجاجية رافضة لمشاركة السيسي بقمة نواكشوط، فيما نشط هاشتاغ #لا_للسيسي_في_نواكشوط على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب المدون الموريتاني مصطفى عبيد الرحمن على صفحته: "يجب أن يُخص السفاح السيسي أو ممثله إن لم يحضر هو بالتظاهر والرفض أكثر من غيره، فهذا الهمجي قتل آلاف الأبرياء في يوم واحد ومثل بجثث بعضهم، وهو يرمي الآن عشرات آلاف آخرين من الأبرياء دون رحمة في السجون، ويطارد خلقا كثيرا شتته حول العالم لا يعلم عدده إلا الله".
وبدوره كتب العلامة الموريتاني الشهير والأستاذ بمركز تكوين العلماء بنواكشوط، الشيخ محفوظ ولد أبراهيم فال، على صحفته بـ"فيسبوك":"مرحبا بقاتل المصريين ومحاصر فلسطين، وخادم الصهيونيين في أرضي المرابطين، نعوذ بالله من السيسي على أرضنا الطيبة".
"رابعة" تلاحق وفود السيسي بنواكشوط
وكان وزير الثقافة المصري قد أصيب بارتباك شديد داخل المهرجان الثقافي المصري بنواكشوط قبل سنتين، حينما قاطعه عشرات الشبان وهم يحملون شعار رابعة ويطالبون برحيل العسكر من حكم مصر، حيث حضر حينها عدد من مناهضي انقلاب الجيش بمصر إلى قاعة الحفل بقصر المؤتمرات بنواكشوط وهم يرتدون أقمصة رابعة تحت ثيابهم العادية، وانتظروا حتى بدأت كلمة الوزير المصري، حيث هتف العشرات: "يسقط يسقط حكم العسكر.. لا للانقلابيين بموريتانيا.. مصر إسلامية ضد الهجمة الغربية".
كما تعرض السفير المصري بنواكشوط أكثر من مرة لمضايقات وهتاف المعارضين للانقلاب بمصر.