نواكشوط – «القدس العربي»: عادت تصرفات لاري أندريه سفير الولايات المتحدة لدى موريتانيا أمس لتثير من جديد اهتمام المدونين الموريتانيين الذين أطلقوا «هاشتاغات» عديدة وتدوينات وتغريدات، تطالب بطرده حتى «لا يفجر الوضع الاجتماعي في موريتانيا ذات الأعراق المتعددة، كما سبق له أن فعل في دارفور خلال عمله في السودان».
وتجدد الاهتمام بنشاط السفير لاري اندريه بعد أن لوحظ اهتمامه الكبير بالناشط الحقوقي الموريتاني المثير للجدل بيرام ولد الداه حيث عمل السفير على فرض استحقاق ولد الداه لجائزة «أبطال الكفاح» التي تمنحها الولايات المتحدة للمتميزين في مكافحة الاتجار بالبشر والتي سلمت قبل أسبوعين للناشط المذكور من طرف جون كيري وزير الخارجية الأمريكي على هامش صدور تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول «الاتجار بالبشر» في العالم. ونال الهاتشاغ الذي أطلقه المدون عبدالرحمن ولد اجاه تحت ميسم (#نعم_لطرد_السفير_الأمريكي) متابعة واسعة وقد علق فيه المدون مؤكدا «أن من سماه «الجاسوس الأمريكي الصهيوني» قد تجاوز كل الخطوط الحمر، وداس كل الأعراف الديبلوماسية، وحشر أنفه في كل شيء»؛ «لا بد، يضيف المدون، من طرد رأس الأفعى الشرير»، حسب تعبيره.
وطالبت المدونة الموريتانية خديجة سيدين «الجميع بالمشاركة فى حملة طرد السفير الصهيوني الأمريكي الذي يجول ويصول في الوطن لغرس بذور الفتنة والتفرقة خدمة لمخططّه الصّهيوـــ أمريكي التقسيمي للبلد كما فعل مع السودان»، «فالخطر محدق»، كما كتبت المدونة محذرة وداقة ناقوس الخطر.
ويؤكد حسن الحسين «الأهمية البالغة لطرد تلك الجرثومة التي بدأت تتسرب في أجساد العنصريين وتصول وتجول لإشعال الفتنة كما فعل في السودان».
وطالب المدون محمد سالم بكاه «بطرد السفير الأمريكي وبإغلاق السفارة الأمريكية في موريتانيا».
وفي إطار حملة المطالبة بطرد السفير الأمريكي في نواكشوط سجل الصحافي البارز الشيخ بكاي أنشطة شعبية في تواريخ مختلفة لمن سماه على وجه السخرية «سفير أمريكا في نواكشوط صاحب السعادة لاري اندري الشعبي المتواضع و»النجم الموريتاني» الجميل».
ومن ضمن نشاطات السفير لاري الملفتة، تناوله وجبات في مطعم لا يرضى الموريتاني المتوسط دخوله، ومنها غسله الصحون في أحد أحياء العاصمة الموريتانية نواكشوط أثناء الإعداد لإفطار نظمه السفير للفقراء.
وسجل الشيخ بكاي «زيارة للسفير الأمريكي لعدد من مدن الداخل التي يحجم الموريتانيون عن زيارتها الآن حتى يعتدل الجو.. وتساءل المدون قائلاً «ماذا يريد السفير..؟».
وتحدث المدونون ضمن استعراضهم لنشاطات السفير الأمريكي الملفت استقبالات خصصت له في أرياف موريتانيا ومدنها الداخلية بالطبول والطلقات النارية المرحبة، واعتبروها «جولات تثير الكثير من الاستغراب».
وكان السفير قد أجاب صحافياً سأله عن الهدف من جولاته قائلاً: «أنا سفير في كل موريتانيا لا في نواكشوط وحدها».
ودون الصحافي بكاي عن السفير قائلاً «جال على كل الولايات،.. عقد اجتماعات مع مسؤولي الادارة ورؤساء المصالح.. التقى المواطنين.. استقبل بالزغاريد والطلق الناري الترحيبي.. ولا أدري بم قام أيضاً من الأمور «المستورة».. يحيرني السفير الأمريكي في نواكشوط.. وأستغرب موقف السلطات من أنشطته «المستفزة»…
وتحدث عن قيام السفير لاري بلعب دور ابن الحارة في حيه بالعاصمة الموريتانية، حيث عقد ابن الحارة اجتماعاً مع «جيران» السفارة الامريكية التي تبنيها أمريكا بمواصفات أمنية متطورة… السفير أكد للجيران أن السفارة ستجلب لهم الخير وسيقدم لهم هو نفسه كل الدعم خصوصاً في مجال الصرف الصحي… وخلص المدون إلى القول «عاصرت ستة من حكام موريتانيا ولم يحدث أن اختلط سفير غربي ولا عربي بالموريتانيين إلى هذه الدرجة… حتى السفير العراقي السابق «الرفيعي» لم يجرؤ على هذا المستوى من التدخل… لقد كان الرفيعي سفيراً نشطاً للبعث العراقي أيام حكم الشهيد صدام حسين وكانت له صولاته وجولاته لكنه لم يصل مستوى السفير الأمريكي هذا… اللهم احمنا من شرورهم وهب لنا حكما يحافظ على الحد الأدنى من شرف البلد».
واختصر المدون أحمد فال تخوف الموريتانيين من أنشطة السفير قائلاً «يجب على ولد عبد العزيز أن «يغمز» السفير الأمريكي وأن يفهمه أن العمل الدبلوماسي ليس شرطاً فيه «أكل المشوي في عرفات»، ولا إقامة الإفطارات الجماعية ولا الاحتفال بليلة القدر..كما يجب أن تحتج وزارة الخارجية رسميا لدى نظيرتها الامريكية على «الجائزة» التي سلمت للناشط المثير للجدل».