اعرب سياسي من حزب رابطة عوامي في بنغلادش عن صدمته الثلاثاء بعد ان عرف ان ابنه كان بين المشتبه بهم بارتكاب الاعتداء الذي استهدف اجانب في مطعم في دكا وقال ان العديد من العائلات الميسورة فقدت اثر ابنائها المتعلمين.
وقال امتياز خان بابول ان ابنه روحان البالغ من العمر 22 عاما والذي قتل عندما اقتحمت الشرطة مطعم “هولي ارتيزان بيكري” السبت كان طالبا ممتازا ولم يكن في سلوكه ما يشير الى اعتناقه التطرف قبل ان يختفي في كانون الاول/ديسمبر.
واضاف الاب والدموع تنهمر من عينيه لفرانس برس “صدمت ولم اتمكن من النطق عندما علمت ان ابني قام بمثل هذا الفعل الشنيع″. قتل نحو عشرين شخصا في الاعتداء جميعهم تقريبا بالسواطير. وقال “لا اعرف ما الذي غيره. لم يكن هناك ما يوحي بانه يعتنق التطرف. نادرا ما كان يقرأ كتبا دينية”. وقال بابول المنتمي الى حزب رابطة عوامي الحاكم انه يعتقد ان ابنه تعرض لعملية “غسل دماغ” عبر الانترنت.
لم ير بابول ابنه روحان منذ ان سافر الى الهند في كانون الاول/ديسمبر مع زوجته معلمة الرياضيات وتركاه مع ابنتيهما في دكا. وفي الاشهر التي تلت اختفاء روحان طلب بابول من مسؤولين في الحزب مساعدته للعثور على ابنه الوحيد، حتى انه بحث عنه في مشارح المستشفيات. واثناء بحثه التقى عائلات اخرى تبحث عن ابنائها. وقال “التقيت بعدد من الاهالي الذين فقدوا اثر ابنائهم. حتى امس، قال احدهم اني محظوظ لاني تسلمت جثة ابني. بعضهم ليس محظوظا مثلي”.
قتلت قوات الامن ستة رجال واعتقلت سابعا يجري استجوابه عندما اقتحمت المطعم الذي احتجز فيه المهاجمون الرهائن. وقالت الشرطة في البداية ان الستة الذين قتلوا نفذوا الاعتداء لكنها عادت ورجحت الثلاثاء ان بينهم طباخا في المطعم قتل من طريق الخطأ.
واتصل اهالي سيف الاسلام شوكيدر بالشرطة للاحتجاج على نشر صورة ابنهم البالغ من العمر 39 عاما بين صور المهاجمين المفترضين. وقال سليمان ابن عمه لوكالة فرانس برس “لقد قدمنا احتجاجا، قلنا انه لم يكن يوما ناشطا. كان يعمل بجهد وكان يعد افضل المعكرونة والبيتزا في بنغلادش”.
– قلق بين الدبلوماسيين –
قال شهود ان منفذي الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية لم يقتلوا الرهائن المسلمين. وكان بين القتلى تسعة ايطاليين وسبعة يابانيين واميركي وطالب هندي. ووصلت جثث القتلى اليابانيين الثلاثاء الى طوكيو وهم جميعهم موظفون في هيئة التعاون الدولي اليابانية في بنغلادش.
ونقلت جثث القتلى الايطاليين ايضا الثلاثاء الى بلادهم. والتقى وزير خارجية بنغلادش الثلاثاء دبلوماسيين بعد الاعتداء الاكثر دموية الذي يستهدف الاجانب في البلاد. تتعامل المئات من الشركات الاجنبية مع بنغلادش حيث تسهم مصانع الالبسة في دعم الاقتصاد وتوفر 80% من الصادرات. وقال دبلوماسي اجنبي لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه “تحدثنا عن قلقنا خلال اللقاء. ناقشنا كيفية التعامل مع الوضع وضمان امن السلك الدبلوماسي والجاليات الاجنبية هنا”.
تتهم الحكومة متطرفين من البلاد بقتل نحو 80 من الناشطين العلمانيين والاجانب وابناء الاقليات الدينية على مدى السنوات الثلاث الماضية وتنفي انتشار منظمات جهادية اجنبية على اراضيها رغم تبني تنظيم الدولة الاسلامية وفرع لتنظيم القاعدة عددا من الاعتداءات.
وقال وزير داخلية بنغلادش في وقت سابق ان منفذي اعتداء الجمعة هم ابناء عائلات ميسورة ومتعلمون وبينهم مير سامح مباشر الطالب البالغ من العمر 18 عاما والذي قال والده لفرانس برس انه “ذهب ضحية بساطته”. وقال مير حياة كبير “لم يكن قادرا على التركيز على امر واحد لفترة طويلة لكنه كان مولعا بدراسة الفقه”.
واضاف “كان تطوره العقلي بطيئا ولم يكن لديه الكثير من الاصدقاء”.