حدثني ذو ثقة قال: حضرتُ صباحَ أول أمس في مصحة " إيمان" ِ للحوار التالي الدائر بين أخصَّائي التخدير و المريض المستيقظ للتو بُعيد عملية جراحية..
قال الطبيب للمريض: ما كان يجدر بك أن تنام عنَّا بغتة في غرفة العمليات و لمَّا نكمل بعد حديثنا!
قال المريض: عَهدي بك تتلو من قوله تعالى في سورة القصص:
( سنشدُّ عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما و من اتَّبعكما الغالبون).
ففهمت أن الفريق قد اكتمل بوصول قرينك الجرَّاح ثم تلوتَ بعد ذلك قوله تعالى من سورة الأنفال :
( إذ يغشيكم النعاس أمَنة منه و ينزّل عليكم من السماء ماءً ليطهِّركم به و يُذهِبَ عنكم رجز الشيطان و ليربط على قلوبكم و يثبت به الأقدام).
فنزل وقعها باردا على قلبي و استشعرت منها إيذانا ببدء عملية التخدير!
قال الطبيب : أما أنا فقد سمعتك تتلو قوله تعالى من سورة آل عمران:
( شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ).
فحرصتُ على أن تكون نهاية الآية مُبْتَدَأً لعملية التخدير !
و قال محدِّثي و قد ذكرني هذا الحوار و الشيء بالشيء يذكر أنني عدتُ في نهاية السبعينات شيخَنا العلامة محمد سالم ولد عدود في عيادة شلا بالرباط في المملكة المغربية حيث أجرى عملية جراحية فقال: قد استعصتْ عملية التخدير على فريق الجراحة أيما استعصاء فما استطاعوا تنويمي إلا بعد أن أمروني بالكف عن التلاوة فائتمرت فنمت!
رحمه الله رحمة واسعة.
من صفحة Mohamed Vall Hmoyid