مما لا يدع مجالا للشك أن الرئيس صالح أبهرنا بمستواه و وضوح رؤيته و شجاعته. وكضابط لم يكتب له مواصلة مسيرته العسكرية يعتبر من خيرة جيله. لكن في المقابل أستغرب وصف البرنامج له كونه شاهدا على عصر الانقلابات العسكرية في موريتانيا طبعا ما عدا شهادته على ما قام هو به.من انقلابات مع أنني أعترف بالمحاولة الأولى فقط لأن ما بعد ذلك كان استدراجا فقط من السلطة القائمة آنذاك.
يجب على الشاهد أن يكون على علم بما يشهد به، إما بمشاركته المباشرة في الأحداث أو بتقلده مناصب تخوله الإطلاع على ما حدث. فلا يجوز له أن يشهد بما لم يرى ولم يواكب ولم يسمع مباشرة من المعنيين، قال الله عز وجل: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ.
إن الرئيس صالح لم يشارك في حرب الصحراء حتى لم يكن آنذاك قد إلتحق بالجيش إلا بعد الانقلابات القوية التي فعلا تعتبر من تداعيات تلك الحرب. وأعني بذلك انقلابات 10 -07- 1978
و 06-04-1979 و 04-01-1980 ثم 16-03-1981
ولقد لفت انتباهي تحضير السيد أحمد منصور للبرنامج من حيث الموضوعية ودقة المعلومات واستخلاص العبر منها. لكن أيضا تعجبت من ردة فعل الرئيس صالح التي لم تمر على محاوره الذي تساءل كيف لكم أن تلتمسوا الأعذار لمن كان متجبرا وظالما حين كانت لديه السلطة و يطالب بالعدالة حين أمسى في قفص الإتهام.
أم أنه الخجل من التناقض حيث أراد الإستعانة بدكتاتور من أجل الإطاحة بدكتاتور. أو أن المائة ألف دولار هي السبب ؟ وما هو مصدر ذلك المبلغ ؟ (...).
كان المحاور فطنا وعلى حق حين وصف عهد ولد هيدالة بالبداية الحقيقية للظلم والتعذيب وإهانة الرؤساء. فكيف لكم أن تشهدوا بعدم علمه بذلك وتصفونه بالحلم ؟ وهو الذي طلب منه العفو وقال على شاشة ” الجزيرة” كنت استطيع العفو ولكن لم أفعل.
هذه الازدواجية في المعايير مع كل الاحترام تدفعني بالقول أن شاهدة الرئيس صالح ولد حنن قد شابتها شائبة.
اعل طالب عبد القادر