تغيير هادئ بدون سابق إنذار بعيدا عن الضجيج بخروج حمد من الباب الخلفي ليدخل أبنه تميم من الباب الرئيسي بوجوه جديدة وخطة عمل جديدة في ظل الصراع الدولي الذي ينعكس على الساحة السورية تميم يزور موسكو ولافروف يصرح بإنفتاح قطري على السياسات الروسية في سوريا والمنطقة . إبعاد الكثير من عناصر الإخوان المسلمين من الدوحة لأنقرة ولندن .
تقليص عدد كبير من العاملين بقناة الجزيرة وإغلاق " الجزيرة أمريكا " تراجع الدور والصوت القطري بعد أن أخذ على عاتقه سابقا زمام قيادة الربيع من تونس ومصر وليبيا حتى اليمن وسوريا حضورا وتمويلا .
وكان الأعلى صوتا في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي . لكن يبدو واضحا أن ذلك الصوت تراجع ولو ظاهريا أمام الإنفلات السعودي والإماراتي . ( نفط وغاز . ألة إعلامية . قاعدة أمريكية . قاعدة تركية . مكتب تعاون مع إسرائيل . مكتب لطالبان . علاقة مميزة مع إيران . علاقة مميزة مع حماس . وخطوط مفتوحة مع الإخوان وحزب الله والقوميين والبعثيين ) متناقضات جمعتها إمارة لاتزيد مساحتها عن 11 ألف كيلومتر مربع . وبعدد من السكان لايتجاوز 2 مليون منهم 80% يعود لجنسيات وعمالة وافدة . هنا نطرح السؤال هل هي إعادة إنتاج لدور سياسي وإعلامي وميداني لما بعد مرحلة الربيع . ومحاولة غربية لتلميع إمارة الغاز بعد أن أصبحت كالشجرة الملعونة يرجمها الجميع بتهم العمالة والتأمر . حتى فقدت حجم التأثير والفاعلية في الشارع . وأنفض عن شاشاتها الملايين التي كانت تلتف حولها ؟
الغرب يتقن إنتاج أدواته وتلوينها حسب الظرف والزمن والمخطط . وماينفذ اليوم خطط له قبل عقد أو أكثر من الزمن . فهل تلبس قطر مجددا عباءة العروبة والحقيقة والشفافية لنسمع " شكرا قطر وشكرا الجزيرة " في أدوار جديدة . كما سمعناها في جنوب لبنان بعد خديعة الإعمار . وفي قطاع غزة بعد خديعة المقاومة وفي شرق ليبيا بعد خديعة الثورة ؟ ربما .. وأقول ربما .. فإمارة الغاز تملك عربيا مايملكه اللوبي اليهودي في أمريكا . مال وإعلام وشيطان ... الفارس الليبي ... و يتبع...
بقلم: مهدي الشريف الادريسي