من واقعنا المخجل

ثلاثاء, 12/01/2016 - 00:39

 في تلك الدار أبٌ 'يضرب' الدُّف و'يضرب' الصبيان على الرقص! وفيها أخ يهاتف عشر نسوة -مع فارق التوقيت- ؛ ويضرب لهن المواعيد .. ثم يخرج من بيته ويصفع أختَه الصغيرة لأنها سألت زميلها في الدراسة : 'الاُستاذْ اليومْ اطلعْ'؟! وفيها أمٌّ تتزين وتخرج يفوح منها عطرٌ يوجد من مسيرة 'كذا وكذا' وترجع الثالثة .. ثم تلقي على بناتِها محاضرة في العفاف! ٱخرج من الدار فإن بها قومَ سوء ! قبل أن تبتعد .. هنالك عند إشارة المرور دكتور وأستاذ في القانون يتعدى الإشارة الحمراء بحجة "هذا الا الفيافي" .. فيتجه نحوَه رجال أمن الطرق وبعد تبيُّن ملامحه يتضح أنه صديق لضابط كبير فيجعلون أصابعهم في آذانهم و'يُـبَـوْنجِرون'! على طرق الحياة الملتوية كوكبة من 'لمغنين' و'الشعراء' كلهم يملك ألفَ مقطع في 'توجيه' الناس حتى إذا توجهوا سَلَكَ فجّا آخر عادةً يسلكه الشيطانُ ! تحت غدائر الليل هناك سيارة تحتوي 'منظرا مشبوها' إنها سوداء النوافذ! صحيح أن ذلك محرم!ٌ لكن صاحبها مكتتب في الشرطة أو الجيش! في حديقة الحيوانات طاووس يمشي باختيال ويعاتب بنيه أنْ قلدوا شكلَ مِشيته! في المسجد هنالك خطيب يعظ النساء ويذكرهن ويحذرهن من الكلام مع الأجانب حتى إذا خرج التقى مع إحدى المعجَبات ومكث معها ساعتين في الضحك والحكايات وردّ 'الفائتات' .. في البرلمان وزير يتحدث عن الأمن والرخاء وبجانبه سوق كپيتال! مدوِّن يحذف الناس بحجة أنهم 'خشُبٌ مسندة' وينسى أنه هو خشبة مطروحة (ماهِ باطْ مسندة تنشافْ!) سيداتي وسادتي اربطوا أحزمة الأمان فأنتم في 'موريتان'! دااامت بسمتُكم.
بقلم : مهدى الشريف الادريسى