مصر وقافلة الصمود.. تواطؤ أم خيانة لفلسطين؟؟.. "/ الكاتب الصحفي أحمد يحياوي

سبت, 14/06/2025 - 21:36

في ظل الأزمات المتتالية التي تعصف بالقضية الفلسطينية تتجلى مظاهر جديدة من التضامن والمقاومة ، ممثلة في انطلاق قافلة الصمود التي تحمل في طياتها رسائل أمل ودعم لأهالينا المحاصرين في غزة.

إلا أن هذه القافلة للأسف لم تكن موضع ترحيب من قبل النظام المصري ، بل واجهت هجومًا وبلطجة تعكس تواطؤا غير مسبوق مع الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو .

وإذا عدنا لفهم السياق الذي نشأت فيه هذه القافلة " قافلة الصمود ". تأتي هذه القافلة في الوقت الذي تعاني فيه غزة من حصار جائر بكل فصوله مع إبادة جماعية لا تبقي ولا تذر.. أطفال نساء شيوخ عجائز حتى خيم الملاجئ والمراكز الصحية ومدارس الأطفال لا بيب عن بكرة ابيها دون رحمة ولم تسلم هي الأخرى .

القصف يطال البشر والحجر منذ أعوام ولم يتوقفحتى الساعة ولا زال مستمرا والأنظمة تقف موقف المتفرج..  

الكيان المحتل الإسرائيلي يفرض حصاره الممنهجبدعم من قوى دولية.

من هنا جاءت القافلة لتعبر عن تضامن شعوب المنطقةمع الفلسطينيين، وتنقل مواد إغاثية وإنسانية فيمحاولة كسر هذا الحصا ر الظالم. لكن ما حدث كانعكس ذلك تماما وكان صادما للجميع. 

حيث تعرضت القافلة لممارسات متزايدة من البلطجةوالاعتداءات من إعازمن السلطات المصرية وإلا لمذالم تتدخل لمساعدتها وفك البلطجة والحصار لتكمل طريقها النبيل.

لقد عرفت الحركة الشعبية العربية في دعم غزةبشجاعتها وإصرارها على تقديم المساعدة باي وسيلةلإنقاذ أهالينا في غزة ، ولكن التصرفات القمعية منقبل النظام المصري تعكس سياسة استسلام واضحةلإملاءات الاحتلال وتوجهاته. فقد تمكنت الروايةالإسرائيلية من تسليط الضوء على تصرفات النظامالمصري وجعلتها تبدو وكأنها جزء من التنسيق الأمنيضد المقاومة الفلسطينية ، مما يضع الحياة اليوميةللمدنيين في غزة على المحك وفي دائرة الخطرالمستمر.

والسؤال المعظلة هنا: لماذا يختار النظام المصريمواجهة القافلة بدلا من دعمها أو على الاقل إخلاءسبيلها إلى غزة وكصر الحصا ر عليها؟ هل هيضغوطات سياسية أم اعتبارات أمنية؟ وما هو الدور

الذي يلعبه الإعلام العربي أوغيره في تشكيل الوعيالجماهيري بشأن هذا الظلم الجائر؟

من المؤسف أن نرى الموقف المصري الحالي يعكسحالة من الضعف العربي العام تجاه القضيةالفلسطينية.

كان من المتوقع أن تكون مصر، بوصفها قلب العالمالعربي، هي الرائد والراعي الأول لحقوقالفلسطينيين، بدلا من أن تكون جزءا من المعاناتوحامية لقاصب محتل وحاجزًا يمنع وصولالمساعدات على إخوانها في غزة .

إن هذا التصدع في الموقف المصري ينبئ عن تحولخطير في السياسة الإقليمية ، ويجعل الكثيرينيتساءلون عن مصيرالحقوق والإنسانية بدءا منالفلسطينية .

لا يمكن إغفال الأثر البليغ النفسي لهذا التعامل علىالشعب الفلسطيني والذي يرى باستمرار كيف يتمالتضحية به وبقضيته العادلة في مصلحة سياساتأخرى قد لا تتوافق مع تطلعاته.

كما أن هذه الممارسات تؤكد مرة اخرى أن التضامنالحقيقي يحتاج إلى أكثر من الكلمات يحتاج إلىأفعال تدعم حقوق الإنسان وتساند المحاصرين.

في الختام ، لا يزال الأمل حاضراً في قلوب الكثير منأحرارالعالم ، حيث تستمر جهود التضامن والدعمالإنساني من قبل شعوب المنطقة مهما حصل.

إن قافلة الصمود ، رغم ما واجهته من صعوبات ،ستظل رمزا للإرادة الشعبية والعزيمة في وجه الظلموالطغيان. فالتاريخ يعلمنا أن النضال من أجل العدالةلن يتراجع ، وأن محاولات قمع الصوت الحر لن تنجحفي طمس الحق والحقيقة.

يجب على المجتمع الدولي أيضًا مسؤولية أكبر فيالضغط على السلطات المصرية لوضع حد لممارساتهاالمناقضة للمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان.

كذلك ينبغي أن للجهود الشعبية أن تتكاتف لإيجادقنوات

بديلة أكثر فعالية لدعم غزة ، وتجاوز العراقيل التيتضعها الأنظمة في وجه حرية هذه الحركة الإنسانيةوالتضامن .

إن الصناديق التي تحمل الأمل والأغاثة لأهالي غزةليست مجرد شاحنات ، بل هي تعبير عن إنسانيةالشعوب وقوتها. ولن ننسى أن هناك دائمًا من يرفعصوته في وجه الظلم ، وأن روح المقاومة ستظل حية ،ترفرف فوق أرض فلسطين، لتذكرا الجميع بأن الحقلا يضيع ما دام هناك مطالب به مدافعا عنه.

تلك هي اللحظات الفارقة التي تحتاج فيها الشعوبإلى التوحد حيث أصبح الخطاب الذي يدعو إلىالتضامن والحرية أقوى من أي وقت مضى.

فغزة ليست لوحدها وشعوب العالم تراقب بلهفة وتتضامن.

إن رسالتنا اليوم هي رسالة دعم وثبات ، تدعو إلىالوقوف مع من يعاني ، وتطال بنقطة ضوء في هذهالظلمة الحالكة التي فرضتها ظروف الاحتلالوالتواطؤ.

وفي النهاية ، يبقى الأمل حيا ، وأن يعمل جميعًا علىتعزيز هذا الأمل ، من خلال الفعل والمشاركة فيالقضايا التي تهم الإنسانية جمعاء ، وتقديم الدعمللجهود الهادفة إلى كسر الحصارالجائر ، مع التأكيدعلى عدم التهاون في نيل الشعب الفلسطيني حقوقهدون نقص او تسويف.

فالتاريخ يسطر ملاحمه والشعوب القوية هي التي لاتنسى قضاياها العادلة. 

مع كل الشكر والقدير لأخي وصديقي الأستاذ عبد الله 

والطاقم الفاضل المحترم.