
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على نبينا و حبيبنا محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
رسالة إلى الأحرار.
إخوتي في الوطن.. إخوتي في الإيمان بالإنسان..إخوتي في الكرامة و الصبر على الدفاع السلمي عن الحقوق أتوجه إليكم اليوم بهذا النداء.
لقد قمنا بالدفاع عن كرامتنا الممتهنة واخترنا سبيلا وحيدا لذلك هو العدالة إيمانا منا بقضائنا وصبرنا على الأذى و التحريض الذي مورس علينا بشكل فئوي لوني بغيض.. و على الخذلان الذي صدر ممن كنا نؤمن بهم و بمنزلتهم منا جميعا.
و أدركنا أننا خارج النمط القبلي الذي لا يريدنا أن نكون فيه إلا دائسين على كرامتنا فقط. فضلنا أن نثق في القضاء و روح عدالتنا. ورغم أن القضاء المختص و المتخصص قال كلمته الفصل بعد (سنة و 8 أشهر من الانتظار في قضية شتمنا و شتم أهلنا ووصفهم في تسجيل علني شاع وذاع بــ"اعبدات أهل الشيخ وهذا اعبيد أهل عبد الفتاح" وهي جريمة علينة تلبيسة واضحة لا تحتاج إلى تحقيق.ليتم الحكم على المدان ولد الجيلاني بالسجن سنتين نافذتين و لنا بالتعويض 200 ألف أوقية جديدة وهو الحكم الذي تقع مسؤولية تنفيذه على النيابة العامة وعلى وزير العدل و على الجهاز التنفيذي للدولة و الذي لا يزال معلقا تنفيذه حتى الساعة رغم نفاذه.
فإنني أسجل ما يلي:
1- أن محاولة إجهاض العدالة و ترهيب الدولة وخلق رأي عام أو خاص مساند للباطل و الظلم و التجاوز في حقوق البشر، و هي المحاولات التي يقودها مروجو الفتنة من الذين لم تتجاوز أبصارهم ألوان بشراتهم و كفروا بالحق و تمالئوا بعصبية جاهلية مع مجرم مدان فار من العدالة على حساب ضحية لم يقفوا معه يوما لعصبيتهم رغم أنه لم يكن يوما نافرا من حاضنتهم التي ينتسبون لها جميعا، أن هذا لن يطمس الحق و العدالة و الإيمان بهذا الوطن.و لن يثنينا عن مواصلة المسار السلمي حتى يكون عبرة لكل معتبر.
2- أن من مصلحة الأمة أن يقال للظالم يا ظالم و أن يكون المكان الوحيد للدفاع عن الحق هو القضاء لأنه الملاذ الأوحد.. لأن القوانين لم تخلق إلا للتطبيق ليهلك من هلك عن بينة و يحيا من حيي عن بينة.. و أن ثمرة الاحكام التنفيذ، " فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له ".
و هذه المسؤولية أمانة في أعناق السلطة القضائية ممثلة في المؤتمنين على الدعوى العمومية و حقوق الضحايا.
3- أن تنفيذ القرارات القضائية على الضعفاء فقط من أمثال الأخ محمد الأمين ولد أعمر صالح الحقوقي المؤازر الضحية، الذي يقبع حاليا في السجن منذ أن احتج داخل القاعة على الحكم المدين لولد الجيلاني قائلا انه يعرف انه لن ينفذ عليه، يحمل رسالة مخيبة لآمال الضحايا و يشكل قلبا لمراكز الأطراف المدان طليق،و الضحية ( محمد الامين الذي يدخل في وصف ولد الجيلاني "العبيدات" )داخل السجن حيث حكمت عليه المحكمة بالسجن سنة نافذة .لا شك أن هذا مخيب للآمال للأسف.
4- نسجل وبكل أسف ما صدر عن الدكتور حماه الله ولد سالم و عن الناشط الجمعوي محمد الأمين ولد الفاظل الذي وشح باسم الكرامة و العمل الوطني بوسام فارس من نظام الاستحقاق الوطني ليقف مع القضايا العادلة، و النائب المقر زينب بنت التقي التي تعرف جيدا ما بذلناه كأسرة مناضلة ضد العبودية ،ونعتبره خطأ فادحا و تمالؤا عصبيا بغيضا يراد منه قلب الحقائق بدل إيضاحها والتعامل معها بشكل موضوعي.و ندعوهما و غيرهما إلى الرجوع إلى جادة الحق.
5- أن ما قام به و يقوم به بعض المختطِفين لكلمة المجموعة الاجتماعية من الذين يقفون في فسطاط الظالم تعصبا لا يمثل إلا انفسهم و لدينا ولدى أهلنا القدرة على تجاوزه و الصبر على تحمله مثل ما كان لدى أوائلنا من الصبر على امتهان الكرامة و الجنوح إلى السلمية و حب الخير.
6- أننا نعتبر أن جريمة الاستعباد جريمة ضد الإنسانية لا تتقادم وفق التعبير الدستوري و أن الدولة جادة في محاربتها للقضاء عليها و قد أعرب صاحب الفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني عن ذلك وعلينا جميعا إسداء العون للدولة و لأحرار الأمة في محاربتها وان نشارك في الكفاح ضدها بسلميّة.
7- أن نعرب عن امتناننا لجميع أعضاء هيئة الدفاع و المناضلين الشرفاء و الحقوقيين الأحرار و المؤمنين بدولة القانون و المؤسسات الذين وقفوا معنا طيلة هذه الفترة بإخلاص وتفانٍ.وعلى رأسهم قادة المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان و المكافحة للعبودية.
8- أن تتوجه للجميع بضبط النفس ومواصلة الصبر و تفضيل خيار السلمية و الأمر بالمعروف و التشبث بعرى الوطن.
"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ".
نواكشوط:19 أبريل 2025.
الضحية : في الملف 589/2023 محكمة العبودية
موسى ولد بلال ولد سعيد