أين العرب والمسلمون مما يجري في غزة؟!/تماد إسلم أيديه

ثلاثاء, 18/03/2025 - 11:00

 

أين العرب والمسلمون مما يجري في غزة؟!

هل مات الضمير الإنساني في شعوب العالم وحكامه؟!

كيف يمكن لعالم يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان أن يغمض عينيه عن المجازر اليومية بحق الفلسطينيين؟!

كيف تسكت المنظمات الدولية التي لطالما تغنّت بالحرية والعدالة، بينما تُرتكب أبشع الجرائم ضد شعب أعزل؟!

أيُعقل أن يقف العالم بأسره عاجزًا أمام الجرائم الوحشية التي يرتكبها نتنياهو وجيش الاحتلال؟!

ألم يحن الوقت لإدراك أن إسرائيل لا تعبأ بالقوانين الدولية، ولا تقيم وزنًا للمواثيق والاتفاقيات، طالما أن المجتمع الدولي يكتفي بالتنديد الخجول؟!

أيُعقل أن تصبح دماء أطفال فلسطين طوق نجاة لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، التي لا ترى في الفلسطينيين سوى عقبة أمام مشروعها الاستيطاني العنصري؟!

أي منطق هذا الذي يسمح لمجرمي الحرب بأن يواصلوا عدوانهم بلا مساءلة، فيما يُترك الضحايا يعانون وحدهم في ظل تواطؤ عالمي مريب؟!

ماذا يفعل الوسطاء أمام الانقلاب السافر الذي قاده نتنياهو ووزير دفاعه على الاتفاقات، وأمام الوعود الزائفة التي لم تجلب للفلسطينيين سوى المزيد من القتل والدمار؟!

ألم يكن واضحًا منذ البداية أن الاحتلال الإسرائيلي لا يلتزم بأي اتفاق، بل يستغل كل فرصة لفرض وقائع جديدة على الأرض، وتهجير المزيد من الفلسطينيين من أرضهم؟!

كيف يسمح المجتمع الدولي باستمرار هذا العدوان الغاشم، فيما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية إبادة شعب بأكمله أمام أعين العالم؟!

كيف يتم تجاهل المجازر، والدمار، والجوع، والمآسي اليومية التي تحل على أهل غزة، وكأن أرواحهم لا قيمة لها؟!

إن استئناف الجيش الإسرائيلي عمليات القتل والتدمير بحق المدنيين الفلسطينيين العزل، الذين يهيمون في شوارع غزة بحثًا عن مأوى يحميهم، جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، تستدعي وقفة حقيقية من العالم بأسره، ليس فقط لإنقاذ غزة، بل لإنقاذ القيم الأخلاقية والإنسانية التي تتلاشى أمام هذا الصمت المريب.

إلى متى سيظل العالم يتعامل مع القضية الفلسطينية بازدواجية معايير فاضحة؟!

كيف يُترك الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع أنواع التطهير العرقي، فيما يُطالب الفلسطينيون بالاستسلام والخضوع؟!

أما آن لحكام العرب والمسلمين أن يدركوا أن بيانات الشجب والإدانة، والمواقف الدبلوماسية، من دون اتخاذ خطوات فعلية وقوية للضغط على إسرائيل، لا تُجدي نفعًا أمام السياسة العنصرية والتهجيرية للصهاينة بحق الشعب الفلسطيني؟!

إلى متى سيظل التضامن العربي والإسلامي مقتصرًا على الكلمات بينما الأرض تُسرق، والبيوت تُهدم، والأرواح تُزهق؟!

لماذا لا تُتخذ إجراءات سياسية واقتصادية ودبلوماسية حقيقية لوقف هذا العدوان؟!

ألم يحن الوقت لردع الاحتلال بلغة يفهمها، بدلًا من الاكتفاء بعبارات الاستنكار والتعازي؟!

ماذا ينتظر العرب، وأبناء جلدتهم يُذبحون أمام شاشات التلفاز وعلى الهواء مباشرة؟!

إلى متى سيظل العجز سيد الموقف، فيما الفلسطينيون يدفعون ثمن تخاذل العالم؟!

كيف يمكن لهذا الجرح المفتوح أن يظل بلا علاج، وهذا النزيف المستمر أن يبقى دون تدخل جاد؟!

لقد بات من الضروري اتخاذ خطوات أكثر جدية وفعالية لإنهاء حرب الإبادة التي تُرتكب في فلسطين، ووضع حدّ لهذا العدوان المستمر، فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين، والضمير الإنساني لن يحتمل مزيدًا من الصمت على هذه الجرائم.

إن لم يتحرك العالم اليوم، فمتى سيفعل؟!

وإن لم يستفق الضمير العربي والإسلامي الآن، فمتى سيصحو؟!.