العلامة الجليل الشيخ محمد ولد أحمد محمود الأبييري الانتشائي.. منارة علم وزهد وعطاء

اثنين, 17/03/2025 - 00:47

حين يُذكر العلم، تتجه القلوب والعقول إلى رجالاته الذين أفنوا أعمارهم في خدمته، مجسدين قيم الإخلاص، والصبر، والتواضع. ومن بين هؤلاء الأعلام، يبرز الشيخ محمد ولد أحمد محمود الأبييري الانتشائي، الذي حمل مشعل العلم بعزمٍ وثبات، وأوقف حياته على تعليم القرآن والفقه والنحو، وبث روح الأخلاق والالتزام في طلابه، متبعًا خطى العلماء الربانيين الذين جعلوا العلم رسالةً، لا مكسبًا ولا جاهًا.

التتلمذ على الأكابر وحمل لواء العلم

تلقى الشيخ محمد ولد أحمد محمود تعليمه على يد الشيخ الجليل الشيخ عبدالله ولد داداه، فكان من أخلص تلامذته وأكثرهم تأثرًا بمنهجه العلمي والتربوي. فنهل من علومه، وارتوى من معين معرفته، ثم انطلق في درب التعليم والتأليف والتربية، ليكون حلقة وصل بين تراث العلماء السابقين، وأجيال المستقبل.

محظرة المبروك 2 (العاكر) – صرح علمي شامخ

أنشأ الشيخ محظرته المباركة "المبروك 2" في العاكر ببلدية بوتلميت، فجعلها منارة للعلم والتقوى، يفد إليها طلاب المعرفة من كل حدبٍ وصوب. فيها يُتلى القرآن آناء الليل وأطراف النهار، وتُدرس الفقه، واللغة العربية، وعلوم الشريعة، في جوٍ يحيي هيبة المحاظر الشنقيطية الأصيلة.

العالم المربي.. زهدٌ وكرمٌ وتواضع

ما يميز الشيخ محمد ولد أحمد محمود ليس علمه الغزير فحسب، بل أخلاقه السامية، وزهده، وكرمه، فهو مثالٌ للعالم المتواضع، المخلص، الزاهد في الدنيا، الذي لا يسعى إلا لخدمة طلابه، ورفع راية العلم، ونشر الخير والمعرفة.

شهادة حق في رجلٍ يستحقها

وأنا، محمد ولد أحمد محمود ولد حبيب، أحد الذين تشرفوا بالتتلمذ عليه، أشهد شهادة صدق ووفاء، أن شيخنا الجليل قامة علمية رفيعة، ومدرسة أخلاقية قائمة بذاتها، ومثالٌ للعالم العامل بعلمه، الذي جعل تعليم القرآن ونشر العلوم الشرعية رسالةً وأمانةً.

أطال الله في عمر شيخنا الجليل، وبارك في علمه، ونفع به الإسلام والمسلمين، وأدامه منارةً تهدي السالكين إلى طريق العلم والهداية.

محمد ولد أحمد محمود ولد حبيب