هل يصلح الكنتي ما أفسدت المجاملة ؟

جمعة, 21/02/2025 - 16:54

 

لن أجد كبير تكلف حين أقارن تأثير المجاملة على بلادي بتأثير السيبة التي سادت قبل الدولة الحديثة، أو بالجفاف الذي أصاب الأراضي في منتصف . السبعينيات، أوبالفساد الذي تفشى بعد يوليو 78. أما عن وجه الشبه في تلك المقارنات فهو إعاقة النمو والتطور.
تمامًا كما أن الوجبات السريعة تؤثر سلبًا على القلب والشرايين، فالمجاملة تُسمم العلاقات الاجتماعية، وتسبب انغلاق الأفق. وتؤدي إلى جلوس الرجل الغلط في المكان الغلط، بالضبط مثلما تفعل الانتخابات المزورة،  وهي كذلك  بمثابة السياسات الاقتصادية المبنية على دراسات مغلوطة،  تؤدي في النهاية إلى كساد في الإطراءات، وتضخم في عملة الإبداع، وعجز في ميزانية التنمية الذاتية.
قبل أسابيع في صالون الولي ولد محمودا شخص الكنتي ، بدقة الطبيب المتمرس ، داء المجاملة  ، ثم أتجه إلى نزال آخر من نزالاته الفكرية .
قد نختلف مع الرجل أو نتفق  إلا أن  صيانة الفكر و التاريخ و النهوض بهما إلى أعلى مراتب الأمانة العلمية و الاستفادة منهما في شتى مناحي الحياة أمور تتطلب  رجال فكر من طينة الكنتي ، مفكرون يغردون خارج أسراب المجاملة والراياء المجتمعي و التعصب المذهبي والقبلي .
حين رمى الفتي الكنتي حجرا في مياه نقدنا الراكدة سال حبر كثير ووجهت إلى الرجل سهام نقد يعرفها جيدا وتعرفه ، سهام تدافع عن ذلك التوازن الهش الذي لا يضع النقاط على الحروف ولا يسمي الأسماء بمسمياتها ، لكنه يتواطئ مع الأغبياء كي يتكلموا في الشأن العام و يسمح للناظمين أن يلبسوا عباءة الشعر و ويساعد أنصاف الأميين كي يديروا مشاريع التنمية و البنى التحتية .
في حضرة المجاملة طبعت دواوين ما كان لها تكتب ولو في دفتر محو الأمية ، و بسببها ناب عنا في المحافل الدولية أناس ما كان لهم أن يشاركوا ولو في الكاميرا الخفية ! 
ليس لي أن أخوض فيما قاله الكنتي عن التصوف ولكني سأكون سعيدا إن شاء الله لو رأيت أمثاله يتصدرون المجالس في ندواتنا العلمية ونقاشاتنا الفكرية فبدونهم  سنظل ندور في المربع الأول واهمين أنفسنا بسير مزيف مع القافلة . 
بقلم بابه ولد يعقوب ولد أربيه 
مهندس في مجال المياه والصرف الصحي 
واتساب : 38422201