موسى لبات يكتب في ذكرى رحيل الشيخ ولد البمباري

جمعة, 06/12/2024 - 23:24

مرت ثلاث سنين كأنها عقود، وما زالت روحي تبحث عن ظلك الغائب ، وعن دفء قلبك يا ملاذ همومي الغائب. 
رحل الشيخ حسن، ورحلت معه تلك السكينة التي كان يزرعها في نفسي، غابت ضحكته التي كانت تشق الظلام، غابت يده التي كانت تسندي وقت الضعف، غابت حكمته التي كانت تشبه النجم الهادي في الليالي الحالكة.

يا صديقي، كأن هذا الواقع بعدك أضيق، كأن الحياة أطفأت شموعها، وأبقتنا في ظلام يعصر القلوب. 
كيف للأيام أن تمضي دون حديثك؟ كيف للشوارع أن تخلو من خطواتك؟ كيف لي أن أواجه هذا العالم بلا نصائحك وتحاليلك التي كنتَ تُزيِّن بها أوقاتنا؟

ثلاث سنين ولا تزال الذكريات تنبض بالحياة، تتراقص أمام عيني كأنها مشهد من حلم لا أريد أن أستفيق منه. أراك في كل زوايا القلب، تسمعني كلماتك، ترسم لي ابتسامتك، لكنني أمد يدي فلا أجدك، أناديك فلا يُجيب إلا الصدى.

لقد صار العالم من بعدك أكثر برودة، أكثر قسوة، وأكثر صمتًا. تركتني في مواجهة هذا الواقع البائس الذي صار كلوح خشبي في بحر متلاطم الأمواج، لا ميناء فيه ولا ضوء، فقط فراغ يضرب في فراغ.

إن كانوا قد قالوا إن الزمن يشفي الجروح، فقد كذبوا. الجرح الذي تركته لا يندمل، والفراغ الذي خلفته لا يُملأ، والحنين إليك يزيد كل يوم كأن الفراق حدث اليوم.

أدعو الله في كل لحظة أن يرحمك برحمته التي وسعت كل شيء، وأن يجعل مثواك الجنة، حيث لا فراق ولا وجع. 
أما أنا، فسأبقى على هذا الدرب، أكتب عنك، وأبكيك، وأحكي عن ذكراك حتى ألقاك.

إننا لله وإنا إليه راجعون.