التئم اليوم الثلاثاء بنواكشوط، حفل إطلاق البوابة الوطنية للصفقات العمومية، الحدث المنظم من طرف سلطة تنظيم الصفقات العمومية بالتعاون مع وزارة التحول الرقمي والابتكار وعصرنة الإدارة. وتمثل هذه المبادرة المنظمة تحت شعار “بوابة الصفقات العمومية : شفافية معززو و فرص متاكفئة”، نقطة تحول حاسمة في تسيير الصفقاتالعمومية في موريتانيا.
خطاب قوي لرؤية طموحة
وقد أكدت رئيسة سلطة تنظيم الصفقات العمومية السيدة خديجة بنت بوكه، في معرض حديثها لدي افتتاح الحفل، أهمية هذا المشروع في إطار إصلاحات الحكامة. وقالت: "إن هذا الحدث يعكس توجهنا نحو تعزيز مبادئ الحكم الرشيد المبني على الشفافية وتكافؤ الفرص". وأضافت ان هذه البوابة تجسد، رؤية طموحة لنظام إداري حديث وشامل، قادر على تلبية التطلعات الوطنية في مجال التنمية المستدامة.
وذكّرت بالمبادئ الأساسية للصفقات العمومية -حريةالولوج والمساواة في المعاملة، وشفافية الإجراءات-، كما شددت على أهمية احترام هذه المعايير لضمان الاستخدام الأمثل للموارد العامة. وقالت: "تعد هذه البوابة منصة متكاملة، توفر الولوج المجاني إلى المعلومات الأساسية كالتخطيط والصفقات و الاخطار بالمنح" ".
كما أبرزت السيدة بنت بوكه التقدم الذي تم تحقيقهبفضل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2030، خاصة في مجال شفافية البيانات. وقالت: "تعالج هذه البوابة المشاكل المحددة في هذه الاستراتيجية، وبالتالي تعزيز المراقبة والمساءلة".
دعم حاسم من وزارة التحول الرقمي
وقد أكد من جانبه السيد أحمد سالم ولد بده أتشفغ،وزير التحول الرقمي والابتكار وعصرنة الإدارة، الدور الحاسم للتكنولوجيات الرقمية في إصلاح الإدارة العمومية. وأضاف أن هذه البوابة تندرج في إطار جهود الحكومة لعصرنة الإجراءات وتعزيز الشفافية في تسيير الصفقات العمومية، وفقا للبرنامج الرئاسي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وشرح الوزير بإسهاب الأهداف الرئيسية لهذه المنصة: ضمان إدارة ومراقبة أفضل للصفقات العمومية وإدخال الأدوات الرقمية للانتقال الفعال وضمان الامتثال لمعايير العدالة والشفافية. كما أعلن عن تطبيق آليات محددة لمراقبة كافة مراحل عملية الشراء.
وقال الوزير، إن “هذه البوابة تشكل رافعة استراتيجية لتحسين أداء مؤسساتنا وتعزيز ثقة المواطنين والفاعلين الاقتصاديين”، مرحبا بالجهود المشتركة التي تبذلها سلطة تنظيم الصفقات العمومية والشركاء التقنيين والماليين.
نهج تعاوني وأدوات مبتكرة
ويأتي إطلاق البوابة في إطار أوسع للتعاون بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك المفتشية العامة للدولة، واللجنة الوطنية لرقابة الصفقات العمومية، وممثلي المجتمع المدني. وقد ذكرت السيدة خديجة بنت بوكهإعداد خريطة مخاطر الفساد بالإضافة إلى تطوير وثائق موحدة ومدونة أخلاقيات المشتريات العامة. وشددت على أن "هذه الأدوات ضرورية لتوجيه سلوكيات وقرارات جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الصفقات العمومية".
كما تميز الحفل بحضور ممثلين بارزين عن القطاع الخاص، كرئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، فضلا عن الشركاء الفنيين والماليين الدوليين. وتعكس هذه المشاركة رغبة مشتركة في تعزيز نظام بيئي للصفقات العمومية أكثر شمولاً وشفافية.
رمز التقدم والالتزام
ويحظى إطلاق هذه البوابة، الذي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى 64 لعيد الاستقلال الوطني، بأهمية رمزية. ويتعلق الامر حسب السيدة بنت بوكه ب"خطوة كبيرة إلى الأمام نحو إرساء مبادئ الحكم الرشيد"، قبل ان تدعو جميع الجهات المعنية -الإدارات والشركات والمواطنين -إلى امتلاك هذه الأداة واستخدامها بفعالية.
واختتم الحفل بعرض مباشر للبوابة، سلط الضوء على مميزاتها الرئيسية، بما في ذلك سهولة الولوج والتفاعل و كذلك بوصفها تمثل خطوة هامة في عصرنة الإدارة العمومية بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية.
نحو عهد جديد من الإدارة العمومية
كما أن هذه البوابة تمكن موريتانيا من ابراز طموحها في أن تصبح نموذجاً إقليمياً في مجال إدارة الصفقاتالعمومية.
وتعتبر كذلك المبادرة شاهدا علي الالتزام الراسخ بالشفافية والكفاءة والتنمية المستدامة. وكما أكد الوزير أحمد سالم ولد بده اتشفغ في ختام كلمته: "اننا قادرون معا، عبر أدوات مبتكرة وتعاون وثيق، علي بناء إدارة عمومية في خدمة مواطنينا وتطلعاتنا الجماعية