عندما ولد "ملف فساد العشرية" المشؤوم سفاحا، كان مثله كمثل: قوم سطوا على جنة بربوة تجري من تحتها الأنهار، فيها من كل الثمرات، فعاثوا فيها، ونكلوا بأهلها أيما تنكيل، وألقوهم في غيابات الجب، ورموهم بما رمى به المرسل إليهم رسلهم حتى لا ينصرهم أحد.. وكتبوا شفاه الناس!
وبعد خمس شداد من الطغيان أصبحت الجنة صعيدا زلقا، وأصبح ماؤها غورا، وأحيط بثمرها، فهي خاوية على عروشها!
دب الذعر والهرج والمرج في صفوف القوم، فاختلط حابلهم بنابلهم، وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون، ويتلاكمون! يقول المثل (بتصرف): إذا تخاصم القوم كشف المستور!
تهامس الناس في شأن الجنة المنكوبة، ثم علت أصواتهم شيئا فشيئا، وما لبثوا أن صدعوا بما في صدورهم، وصاحوا: لن نترك جنتنا تحترق! أين أهل الجنة؟ نحن أهل الجنة!
فكر كبير القوم وقدر ذُلَّ الوضع الذي أنزله قرناؤه.. فخرج على قومه غضبان أسفا. لعن بعضهم، وجفا بعضا! ثم آوى نفرا من أهل الجنة رفعهم على العرش، وبوأهم صدارة مجلسه، وسلمهم المقاليد، وأعلن التوبة.. وغير عتبة البيت!
هنا توفي "ملف فساد العشرية" المشؤوم:
- فإما أن يكون كبير القوم استوعب الدرس أخيرا، وأراد حقا الخروج من النفق، ويكون من بين من آواهم رجل رشيد. وعندها لا يبقى من إفك "ملف فساد العشرية" سوى حد الذي تولى كبره!
- وإما أن يكون ما جرى مناورة كيدية، وكذبة كبرى أخرى، هدفها ذر الرماد في عيون الناس وامتصاص نقمتهم، وكسب الوقت (استراحة محارب) ليلتئم شمل القوم من جديد ويعودوا سيرتهم الأولى! وفي هذه الحالة، فلن تبقى لديهم ذرة مصداقية يستطيعون بها محاكمة نملة؛ أحرى أن يحاكموا ليثا هزبرا في ملف فارغ من غير سوءات مختلقيه، حسب ما أدركه الصبي والغبي!
{ومكروا ومكر الله وألله خير الماكرين}.
ذ محمدٌ ولد إشدو