وزراء " الطمي السياسي"

اثنين, 26/08/2024 - 21:33

 

غادرت نواكشوط يوم 12 اغسطس في رحلة عمل واستجمام وبُعد عن  العاصمة في شهر الرطوبة وانقطاع الماء ووجوه الحكومة الجديدة؛ وحين عدت اليوم استقبلتني العاصمة بدموعها التي تُذرف عند ملتقيات الطرق كشاهد اثبات على عقدتنا التنموية الأثيرة :غياب الصرف الصحي !.

حين غادرت المدينة؛ تركت خلفي 12 قنينة مياه من الحجم العائلي ( 20 ليتر ) من ماركة وطنية تحمل لونا مستفزا لم يكلف مصممها نفسه عناء وضع آلية فنية لحملها .

وحين رجعت اليوم ؛ فتحت الحنفية
فأطلقت صوت تثائب حزين يشبه أصوات ثلاثة وزراء مياه وصرف صحي تحدثوا لنا في جولاتهم على مؤسسات قطاعهم عن حتمية القضاء على العطش في موسم الخريف بالعاصمة.

لم تعد سردية ارتفاع منسوب الطمي في النهر وتعطل أجهزة مشروع افطوط الساحلي يمكن أن تبرر واقع العطش المستشري في أحياء العاصمة؛ لا أحد يكترث لتبريرات وزراء الطمي السياسي هؤلاء؛ فالعطش ومشقة الحصول على قطرة ماء لصغار في حر أغسطس كفيلة بطمس وطمس أسماء ووحوه هؤلاء.

عدت " للرواية " من جديد والمفارقة أن جميع المدن النائية والصغيرة التي زرت في كل من تگانت ولعصاية والحوض الشرقي ولبراكنة ينعم سكان أفقر سكانها بالماء الصالح للشرب والحياة؛ بينما تُحرم شقة صغيرة على شارع المختار داداه في قلب أرقي أحياء نواكشوط من قطرة ماء منذ ازيد من شهر بالتمام والكمال.