يُؤْذِن شهرُ رمضان المبارك بِطَيِّ قِبابه عنّا، وقد زُمَّت رِكابُه للرَّحيل، بعد أنْ عشنَا فيه أجوَاءً إيمانيةً تزوّدَتْ منها القلوبُ والأرواحُ إيمانًا وسكينَةً وصبرًا، وإخاءً، وتألُّقًا في أنوارِ المُناجاة.
وهي فرصةٌ ثمِينَةٌ نستشعر في كَنَفِها عظَمَةَ التَّفَضُّلات الربّانية في هذا الموسم وغيره، شاكرِين المولَى جَلَّ ثناؤُه على ما مَنَّ به من توفيقٍ وعطاءٍ، مُتَمَرِّغينَ على عتباتِه استمطارا لعفوهِ ومغفرتِه وتوفيقه.
مُتقدِّمِين بأصدقِ التّهانِئِ إلى فُرسانِ حَلَباتِ الإحياء الرمضاني، من علماءَ أفذاذٍ، أناروا الطريقَ، ومهّدوا السبيل أمام المواطنين، إرشادًا وإفتاءً وتعليمًا، وأسَجِّلُ فخرِي واعتزازِي بكوكبةٍ جديدةٍ من شبابنا العلماء الموسوعيِّين، انضمّت إلى أجيال سبقتها من العلماء الفضلاء لتُواصلَ رفْعَ مِشْعل العلم والإرشاد والإفتاء في هذه الربوع، فكان هؤلاء الشباب إضافة كبرى للمشهد العلمي الإعلامي بالبلاد، حضورا، وإثراءً، وفهما، وخطابةً، وموسوعيةً، سواء منهم الفائزون في مسابقة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية، أو الشباب العلماءُ الآخرون الذين أطلُّوا علينا بنوادر من الفهم والعلم والتزكية تبعث على الإحساس العميق بالسعادة بأمثالهم، وراحة الضمير بتقديمهم، بل تبعث الإحساسَ بخطر المسؤوليةِ عن عزلهم عن العامةِ وحرمانها من عطائهم الرائع والثرِيّ.
والتهنئة للأطباء الكرام، على ما بذلوا من جهدٍ في الإرشاد والتنوير الصحي.
ولأئمة المساجد وقُرّاء التراويحِ وافرُ التهانئ على القيام القرآني الذي باركوا به أجواء الوطن طيلة الشهر الكريم.
والشكر والتهنئة لفرسان الإعلام الذين بسببهم استفاد الجميع من عطاء علمائه وأطبائه، فالشكر للمقدمين والمصورين والمخرجين، ومهدسي الصوت والمونتاج ولكرافيك….
والشكر لمديري وطواقم كل المؤسسات الإعلامية بالبلاد على المساطر الرائعة.
تقبل الله جهد الجميع، نعوذ به جل من الحرمان وبطلان الأعمال، ونسأله التوفيق والسدادَ، والأمن والرخاء لهذا الوطن الحبيب ولسائر بلدان المسلمين.
(فَلِلَّهِ الحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ ورَبِّ الأرْضِ رَبِّ العالَمِينَ ولَهُ الكِبْرِياءُ في السَّماواتِ والأرْضِ وهْوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ)
الداه سيدي أعمر طالب