نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيمْ وصلى الله على نبيه الكريمْ
إنني اليوم بعد سؤال الله عز وجل الذي هو رأسُ الأمر وذَُِروةُ سنَامه وصلاحُه ، أستنهض هِمَمَ وزعامةَ قادتِنا العرب ملوكاً ورؤساءَ وأمراءَ للقيام بالواجبِ في حق فلسطين عموما وأهل غزة على وجه الخصوص.
فقد رأينَا في هذه الأيامِ ما لا يقدرُ أن يتحملهُ من له أدنى مُسْكَةٍ دينيةٍ أو إنسانيةٍ أو حُنكة سياسيةٍ أو نظرٍ في عواقب الأمورِ أو ماضيها وَحاضرِها.
فقد ذكر المكتب الإعلامي الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة بأكثر من اثني عشر ألف طن من المتفجرات .
كما ذكر أن حجم المتفجرات التى ألقيت على غزة يساوي قوة القنبلة التى ألقيت على الهيروشيما .
فما يُقصدُ ولا يُصمدُ بالتدخل والإنقاذ من هذه الإباداتِ الجَماعيةِ إلا أنتم يامعاشر حُكَّامِ العربِ وحُكام المسلمين في كل مكان .
فالشعوبُ مهما بلغتْ لا قدرةَ لها إلا على مُظاهراتٍ أو مساعداتٍ بمبالغَ لا تَفِي بثمن صاروخٍ ولا بمُضادِّهِ فضلاً عن الطائرات الحربيةِ من مسيراتٍ وغيرها ،
مع أنه لا دليل يثبتُ وصول هذه المساعداتِ إلى أهلها لما يعترضها من العقبات والعراقيل.
لقدتَكَالَبَتْ إسرائيلُ وحلفاؤُها على الإبادة الجماعية لهذه المدن العريقةِ التاريخيةِ وأهلِها ، فهدمُوا المساجدَ والأبْراجَ والمستشفياتِ على أهلها ، وهدموا القصورَ والطرقَ وقطعوا الماء والكهرباء وَالاتصالاتِ، وطمَسوا المعالم إلى غير ذلك من الفسادِ الذي تُشَاهدونهُ ، فَقد بلغ السَّيْلُ الزُّبَى وجاوز الحِزَامُ الطُّبْيَيْنِ وجرتِ الرِّياح بما لا تشتهي السفن .
وقد شاهدتم أيها الزعماء العربُ وسمعتم قَوْلَهُم الْغَائِظَ :
إن الحضارة والأسرة الدولية معهم ،وكأن العرب لاحضارة لهم ولا دولة.
فنطلب من سيادتكم معاشرَ حُكَّامِ العرب فِي كل مكانٍ أن تقوموا بِمُبادرةٍ لعقد قمة حاسمةٍ لا مجال لِخَرْقِها ولافَتْقِهَا من أعداءِ الإسلام وأعداءِ الحضارةِ العربيةِ .
وسواء كانت هذه القمة في دولتنا الجمهورية الاسلامية الموريتانية أو غيرِها من الدول العربية ،
فنرجوا من سيادتكم السامية التدخل الفوري لتثلجوا صدوركم وصدور شعوبكم ،
مع أني أرجو أن تكون هذه المبادرة على يد فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني .
فما يُعامَل به الإخوةُ في غَزَّةَ لا تُعامَلُ به الوحوشُ شرعاً ولا قانوناً .
لقد أصبح البشر رَخِيصا وَجَرَيانُ الدماءِ سهلا وأسلوبُ المعاملةِ الذي تَأْنَفُ مِنْهُ هوامُّ السباع والطَّيْرِ أمراً مُعْتَاداً بين الجميع .
فإن لم تعقدوا هذه القمة على وجه السرعة فلا شك في فناء هذا الشعب الفلسطيني المسكين عطشاً وجوعا ومرضاً ،فلا ماء ولا كهرباء ولادواء ولا أطباء .
فالطاقم الطبي وحده استشهدت منه خمسة وستون وسيارات الإسعاف دمرت منها تسع وعشرون وتم خروج اثنيْ عشر مستشفى واثنين وثلاثين مركزا صحيا عن الخدمة .
فَقُومُوا أيُّها الحكام الأماجد ، فإن هذا العدوّ الغاضبَ الملعونَ في الكُتُبِ السَّماوِيَّةِ إذا تمتْ خُطَّتُهُ فلديهِ خُطَطٌ أخرى لا قدر الله ذلكَ.
وبالله تعالى التوفيقْ والهداية إلى أقومِ طريقْ
وكتب الشيخ سيدي محمد (الفخامة)ولد الشيخ سيدي
كان الله لهم وللمسلمين في كل زمان ومكان .
الثلاثاء 09 ربيع الآخر 1445 هجريا
الموافق 24 اكتوبر 2023 ميلاديا