قال الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم السبت، إن خطورة الوضع القائم في قطاع غزة تستدعي بإلحاح هبة قوية من الجميع وبذلا لكل الجهود الممكنة من أجل تداركه، مشيرا إلى أنه «لا بد من الإسراع من أجل ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، وإعادة تأمين الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ووقود».
وأضاف ولد الغزواني خلال خطابه في قمة «القاهرة للسلام» أنه لا بد من العمل على إقرار وقف فوري لإطلاق النار يؤمن انسيابية حركة المساعدات الإنسانية ويتيح فرصة العمل على إعادة استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال ولد الغزواني إن الوضع الراهن في المنطقة كارثي بكل المقاييس، لافتا إلى أن ما يتعرض له المدنيون العزل ينافي كل القيم والمبادىء ويصادم مرتكزات الوجدان البشري الفطري «بما يشهده من تدمير وجرائم صارخة ضد الإنسانية يمثل المستشفى المعمداني إحدى أفظع صورها»، وفق تعبيره.
وأشار ولد الغزواني إلى أن استمرار هذا الوضع ينذر بفوضى عارمة في الشرق الأوسط بجمله «لا يمكن التنبؤ بمآلاتها ولا بحجم آثار مفاعلها السلبية على المنطقة ككل وعلى العالم بأسر».
وأضاف ولد الغزواني أن ما تشهده «هذه المنطقة من عنف وكوارث ليس إلا نتيجة حتمية وعرضا من الإشكال المركزي الذي يعصف بأمنها واستقرارها منذ عشرات السنين والمتمثل في عدم إنفاذ حق الفلسطنيين إقامة دولة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية».
وأشار ولد الغزواني في خطابه إلى أنه آن الأوان بأن يقتنع الجميع بأنه لن ينعم أحد هذه المنقطة بسلام أو أمن مستديم إلا بقدر ما ينعم الآخرون به، «فالسلام كما الأمن لا يحرز بكسب معركة أو الانتصار في حرب إذ دوامه مشروط بشموله الجميع».
وخلص ولد الغزواني في خطابه إلى أنه يتعين على المجتمع الدولي بمجمله «العمل بجدية وعزم وصدق إرادة لإيجاد حل تقوم بموجبه الدولتان فلسطينية وإسرائيلية تعيشان بجنب إلى جنب بأمن وسلام» مشيرا إلى أن أسس هذا الحل موجودة في قرارا الشرعية الدولية، وفي المبادرات السياسية كالمبادرة العربية.
وكانت قمة القاهرة للسلام قد انطلقت صباح اليوم السبت بالعاصمة الإدارية الجديدة بضواحي القاهرة بمشاركة 30 دولة، وهيئة الأمم المتحدة، وثلاث منظمات إقليمية، في مسعى مشترك لتخفيف حدة التصعيد في غزة وحماية المدنيين وفتح ممرات آمنة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.