الصعود نحو الهاوية

اثنين, 18/09/2023 - 10:41

من يخرج من بيته متجها إلى " تفرق زينة " سينتابه شعور نسبي بالهجرة من بلد إلى آخر ، و سرعان ما يتعزز لديه الشعور بالغربة المطلقة حين يدخل مطعما أو مقهى في هذه " المقاطعة الوطنبة " .
الموظفون أجانب
اللغة اجنبة
الموسيقى أجنبية
الوجبات اجنيية
اللوحات
كتيب الوجبات
الفواتير
... ilekh

فقط عندما تقرر أن تدفع  ستدخل يدك في جيب دراعة وتخرج منها عملة وطنية .

ما اتحدث عنه ليس حيا لاتينيا داخل مدينة منتعشة ، ولا ظاهرة معزولة ضمن حيز جغرافي أو اجتماعي مميز ، بل حالة اغتراب مريحة تمارسها النخبة الموريتانية برمزية صامتة .

فالشعور بأنك خارج الحيز الذي تكفر به يمنحك راحة الإيمان المؤقت بأنك لست أنت  وأنك تشبه آخرين استعمروا ذائقتك منذ أمد بعيد وبطريقة معقدة .

سترجع لحيك الذي تمر فيه اعياد ميلاد الأطفال بلا ذكرى أو كعكة أو هدايا ، وستنشغل بوضع آلية لتجاوز الحدود الرمزية نحو المجتمع " الراقي " الذي سيرقيك من جنون ذاتك الثقافية ويحيلك إلى زومبي  يتحرك وفق إرادة المصمم أو المهيمن الساحر .

في " تفرق زينة " ستكون pepe لأنك في الحقيقة لا تستسيغ أن تكون " الداه "  تماما كما يتحول "اطفيل" إلى  baby  ، ستحاول استخدام بعض العبارات الفرنسية علها تستر بعض عيوب مسارك الدراسي المحظري ، ففي معتقدات " المقاطعة "  لا شيء جميل في اللغة العربية ولا آدابها أو علومها  ، جمال تنقلك ببن عبارات من لغة لم تدرسها ولأمة لم تزرها أو ترها  .

عزيزي المهاجر ..
دعنا نتفق على أنك موريتاني أو نتفق على أنك " مبدل " لأننا لن نستطيع الاتفاق على أنك فرنسي أو سويسري أو بلجيكي أو حتي مغربي .

إذا كنت موريتانيا فنحن أهل " انويميرت " وإذا كنت فرنسيا فماهي ترجمة عبارة " مبدل "  ؟ .

محمد افو