انخرطت المعارضة في حوار مع وزارة الداخلية في ظل التشتت وغياب التنسيق و تبني بعضها لأجندة السلطة بحثا عن تموقع غير تقليدي يعصمها من دفع فاتورة الغياب و التشرذم وضبابية الخطاب والتوجه ، بينما كانت السلطة تعكف في دهاليزها على إعداد طبخة تشكل ضمانا لهيمنة الحزب الحاكم وصناعة مشهد يتغول فيه "الإنصاف"
ممزقا خريطة الأغلبية الداعمة و مجهزا على على ذات الأحزاب المعارضة التى تماهت مع الداخلية أثناء نقاشها .
وابتلع الجميع الطعم ورضي بالدخول في انتخابات مشوهة عندما وافق على :
1-الدخول في انتخابات سابقة لأوانها و اتخاذ وقت وجيز يستحيل معه الإعداد المناسب فنيا و سياسيا ..
2- تشويه اللائحة الإنتخابية تهجيرا للناخبين و خلق خريطة جديدة للسكان بواسطة الترغيب و الترهيب و إشراف الإدارة بكاملها وزراء ومدراء وملاك بنوك و أصحاب مؤسسات على تلك الجريمة…
1- إلغاء البصمة
2- قبول الفوز بالشوط الأول في البلديات والجهويات و هي النقطة القاصمة التى حرمت المعارضة من الفوز ولو ببلدية واحدة على مستوى العاصمة في حين أن حزب تواصل كان سيصعد لشوط ثان في كل البلديات باستثناء لكصر و الرياض و صعود جود لشوط ثاني في بلدية الرياض و صعود التحالف الوطني الدميقرطي الموالي للشوط الثاني في لكصر…
3- سكوت البعض ومباركة الآخر على عدم الترخيص لأحزاب جديدة مما كان سببا في تغول الحزب الحاكم و قتل روح النسبية ..
3- الموافقة على الدخول في انتخابات قلص النظام فيها مكاتب التصويت في دوائر الجاليات بالمقارنة مع المكاتب في آخر استحقاق .. ويظهر ذهاب المعارضة إلى الشوط الثاني مع الحزب الحاكم في ثلاث دوائر مع تقدم حزب تواصل في دائرة آسيا .. وفشل الحزب الحاكم في دائرة أمريكا مع صعود حزبين معارضين إلى الشوط الثاني ، سبب خوف النظام من فتح مكاتب جديدة في الخارج لادراكه مدى استقلالية الجاليات وبعدها عن وسائل الضغط والإغراء التى يصنع بها مركزه الانتخابي في الغالب …
4- تغاضي الأحزاب عما أقدم عليه الحزب الحاكم من توظيف لوسائل الدولة و أعضاء الحكومة في جريمة جمع بطاقات التعريف وأوصال التسجيل في مزاد علني فاضح وعملية بيع وشراء مذلة للناخب .. بالإضافة إلى التمالؤ مع مكاتب الإحصاء لتغيير خريطة الناخبين دون إرادتهم ..
خلاصة كل ما جرى أن السلطة قررت خلق واقع مهزوز سياسيا و أنهكت كل مؤسسات الدولة و
جعلتها كيانات مهيضة في يد حزب الانصاف الذي دفع بأغلب الضالعين في الفساد و الإفساد و الهبوط بمستوى المشهد السياسي و تجذير فكرة التفرد وإلغاء الشراكة حتى على مستوى الأغلبية الداعمة
وفوضهم لصناعة هذا المشهد الفاضح و المفضي الى واقع يصعب إستشراف مآلاته …