لقد أكمل حزب الإنصاف لوائحه التي ستخوض بعد فترة وجيزة معركة الانتخابات النيابية و البلدية و الجهوية ، و قد إختارت القيادة الحزبية كوكبة من أطر الحزب ترى انهم يتحلون بمعايير الكفاءة و الإخلاص و التشبث بمفهوم الدولة و بدور الاحزاب السياسية و لهم إلمام بالخطوط العريضة لبرنامج تعهداتي التي قطعها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني المرجعية الحصرية لحزب الإنصاف على نفسه و حدد فيها ملامح مشروع المجتمع الموريتاني ذي القيم الثقافية و الحضارية الضاربة في أعماق التاريخ و الذي نصبوا معا لبنائه تحت قيادته المستنيرة.
و قد لا تسلم اختيارات الحزب كأي عمل بشري من الأخطاء و سوء التقدير ، غير ان الغريب في سلوك بعض من منحهم الحزب ثقته أن يدعموا كيانات سياسية معارضة لحزبهم داخل دوائرهم الانتخابية او خارجها ، ألا يدرك هؤلاء المرشحون الحزبيون أن هذا التصرف خيانة قد تستوجب عقابهم من طرف الحزب وفقا لنظم و ترتيبات حزب الإنصاف .
ألا يدرك أصحاب هذا السلوك المشين أنهم يضعفون حزبهم بهذا العمل الطائش و يهددون بإضعاف الأغلبية البرلمانية التي سيحكم بها بعد الاستحقاقات المقبلة ، إن هذا التصرف وصمة عار في جبين أصحابه و يجب تداركه قبل أن يعم الكثير من الدوائر الانتخابية في الداخل .
فعلينا جميعا مناضلين كنا مرتاحين او مغاضبين في حزب الإنصاف ان نعلم ان الوقت لم يعد متاحا للرجوع الى الوراء لنقاش الثغرات أو النواقص ، بقدر ماهو وقت الانضباط و الالتفاف حول القيادة الحزبية و اختياراتها و ان ننبذ اللؤم و الأنانية و اللتان هما مسلكيتان تتناقضان مع العقيدة السياسية و الدينية لحزبنا و مجتمعنا المسلم و ان الا نكون كابن اخت الشاعر معن ابن أوس الذي رباه خاله فأحسن إليه و علمه الرماية و الشعر ، فاصبح خاله عندما لم يرد له الجميل يقول :
أعلمه الرماية كل يوم فلما أشتد ساعده رماني
و كم علمته نظم القوافي. فلما قال قافية هجاني
فلنراجع سلوكنا و لننشر خلال حملات التوعية داخل اللجان القاعدية و الفروع و الاقسام و الاتحاديات لحزب الانصاف ضرورة الصدق و الالتزام و الانضباط الحزبيين حتى يفوز حزبنا في كافة الاستحقاقات المقبلة و يحافظ على الأغلبية الساحقة التي كنا نتمتع بها داخل البرلمان كحزب حاكم و ان لا ننسى أن ألم الانضباط أفضل بكثير من ألم الفشل اعاذنا الله منه .