فخامة الرئيس،
بمنتهى الفخر وعظيم الاعتزاز، يشرفني باسمي الخاص أن أتقدم إلى فخامتكم مخاطبا في شخصكم الكريم الابن البار ببلاده والرئيس الملهم في عهدنا هذا.
فخامة الرئيس،
ولأن المقام مقام ولاء وامتنان - وما أجدركم به - وما أحوجنا إلى توثيقه، إسمحوا لي أن أغتنم لحظة التواصل هذه لأعرج على بعض الانتصارات التي حققتموها منذ قيادتكم الرشيدة لبلادنا، وأولها الانتصار على دعاة الفتنة ، بادرتم في أول عهدتكم بإلهام من الله وتوفيق منه عز وجل إلى وأد التفرقة والقضاء على أسبابها وتجفيف منابعها فكان الوئام المدني الذي التف حوله المواطنين جميعا.
إن الموريتانيين يتذكرون بمنتهى التقدير وعدكم الأول بإرساء السلم ومحاربةالغبن و الإنصاف. ويتذكرون بالتقدير نفسه صدقكم فيما وعدتم وإنجازكم لما هممتم به، وها نحن - والحمد لله - وبفضلكم ننعم بالأمان ونحيا في رحاب الاستقرار. لا سيما وأنكم أوليتم الأهمية الكبرى لدعم الجيش بصفتكم القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي خطا خطوات مشرفة على درب القوة والاحتراف والوفاء لمهامه وكذلك كان الأمر مع مختلف أسلاك الأمن التي عرفت في عهدكم عصرنة وتفوقا مبهرين.
إلى جانب هذا لم تترددوا لحظة في فتح ملفات الإصلاح لاسيما فيما تعلق بالعدالة والتعليم و الصحة وتقريب الإدارة من المواطن فانتقيتم من أجل ذلك خيرة الخبراء والمختصين في شتى مجالات المعرفة والمهنية لتسندوا إليهم لجانا كانت ورشات حقيقية وكانت في ذلك رسالتكم واضحة في وجوب التفحص والتمعن قبل اتخاذ القرارات ووجوب الاستنارة بذوي الاختصاص تثمينا لجهودهم وإيمانا بمقدرتهم على إيجاد الحلول الناجعة.
وما أسعدنا ونحن اليوم نعيش ثمار جهدكم الإصلاحي وقد أصبح منوالا دائما وثقافة راسخة في مؤسسات الدولة.
وبروح شاهقة الهمة ومسؤولية سامقة الوعي تجاوبتم مع نداء التاريخ ووضعتم قيمنا الوطنية فيما يجب أن تكون عليه من رفعة وحضوة.
وأعليتم من شأن موروثنا العريق الممتد في تاريخنا المجيد ، وهذا ليس غريبا عنكم فقد أكدتم مرارا أن التاريخ للجميع وأن الذاكرة الوطنية تبقى في حماية الدولة وفي صميم عنايتها.
وكذلك وقفتم إلى جانب الأسرة الموريتانية فحفظتم كيانها وحصّنتم معدنها ووجودها المتنامي كخلية فاعلة ثابتة في حركة المجتمع ومتغيراته. وكان لكم فخامة الرئيس شرف صون مقام المرأة الموريتانية وإعلاء شأنها إذ مهدتم لها سبيل الحضور القوي في المجتمع وفي مؤسسات الدولة وحفظتم لها الحقوق الاجتماعية ورفعتم عنها غبن المظالم والإقصاء مستلهمين كل ذلك من احتفاء ديننا الحنيف بالمرأة ومن تقاليدنا الراسخة.
وبالموازاة أوليتم العناية للشباب فأشركتموه في التنمية والسياسة والبناء والقيادة مستندين في ذلك إلى إدراككم العميق لأهمية هذه الفئة في حاضر موريتانيا ومستقبلها فلم ينقطع تشجيعكم للشباب في شتى ميادين العمل والسياسة والثقافة والإبداع والرياضة ولم ينقطع حرصكم على تأهيله لأدواره الحاسمة التي سيضطلع بها.
وكان لكم كذلك - فخامة الرئيس- وسام تخليص الشعب الموريتاني من ديونه في سابقة انحنى لها العالم احتراما، إذ جسدتم عزته وكرامته فعلا لا قولا فحسب وأقدمتم على حفظ كبريائه وإعادة الروح الوطنية إليه والاعتزاز بموريتانيا بين الشعوب والأمم.
وبفطنة عالية واقتدار كبير أعدتم البلاد إلى أدوارها الإقليمية والدولية وحركتم آلة الدبلوماسية - التي خبرتموها دائما - لتحتل موريتانيا بكل الفعالية وحسن الأداء مكانتها المرموقة بين دول المنطقة وأقطابها.
ولأنكم من سلالة أحرار هذه الأمة انحزتم إلى حرية التعبير ووقفتم إلى جانب التنوع في الآراء وكسرتم مختلف الأغلال التي طالما أعاقت أداء الإعلام والصحافة في بلادنا وحرصتم على الرفق بالأقلام وإن أساءت من خلال تدابيركم الملموسة في تعزيز حرية التعبير.
وبإرادتكم وخالص حبكم للبلاد تفرغتم إلى التنمية والبناء فوجهتم بتعمير البلاد فشقت في عهدكم الطرق وشيدت المساكن الإجتماعية وأقيمت السدود وشبكات المياه الكثيرة وازدهرت الزراعة وتضاعفت المستشفيات والمدارس والجامعات، وأعطيت فرص العمل لكل الفئات وتحررت المبادرات، وعززتم العدالة والقضاء وعصرنتم الإدارة والمؤسسات وحاربتم الفساد والإقصاء وحافظتم على الصفة الاجتماعية للدولة الموريتانية لتشمل بعطفها الفئات المعوزة من الشعب وتدفع بالجميع إلى الحياة الكريمة والعيش الرغيد.
ويحسب لكم فخامة الرئيس أنكم لم تهمشوا في مشواركم رأي العارفين والخبراء في السياسة والاقتصاد والاجتماع موالين كانوا أو معارضين فقد عرف ومازال يعرف عهدكم الزاهر عدة استشارات في مواضيع مصيرية لم تقص فئة ولا تيارا وكنتم في ذلك حريصين على أن تكون أبواب الحوار مفتوحة للجميع وكان ذلك بتوجيهاتكم ومتابعتكم، وسيقف التاريخ طويلا عند مسعاكم هذا الذي أسس لثقافة المشاركة والتسامح والتعالي عن مظاهر الاختلاف في القضايا الهامة والمحورية.
وحين اكتسحت القلاقل والفتن بلدانا شقيقة لنا بتدبير خارجي مغرض استطعتم بما أوتيتم من تبصر وألمعية أن تجنبوا وطننا ويلات التربص الخبيث وأن تجعلوه في مأمن عن كل ما يحاك من دسائس وبث للسموم والفوضى الهادمة، ولم تبخلوا في كل ذلك بمساعدة الأشقاء المتضررين الذين استرشدوا بحكمتكم واستأنسوا بخبرتكم وسداد رأيكم.
فخامة الرئيس،
إن الشعب الذي استمسك بنهجكم وآمن بمشروعكم الحضاري وأعطاكم ثقته كاملة ومطلقة في كل مساعيكم، هذا الشعب العظيم فخامة الرئيس جدير بأن تستمروا في إسعاده وأن تواصلوا مسيرة البناء من أجل غده ومستقبله.
وفقكم الله في مهامكم السامية وأبقاكم ذخرًا للبلاد
المهندس محمد المختار ولد عبد الرحيم الملقب الداه
إطار في الشركة الوطنية للمياه SNDE.