ولد آب يرد علي ولد محم بشأن أحداث واشنطن

ثلاثاء, 20/12/2022 - 14:11

مساكم الله بالخير. 
الأستاذ سيدي محمد محم، علينا الحكم على الأمور كما هي، لا كما نحن.

لست أصلا من هواة الرد على كل ما ينشر على هذا الفضاء مما يعنيني أحرى غيره، وما كنت لأرد عليكم، كون قناعتي أن كل شخص له كامل الحق والحرية في خياراته السياسية وآرائه الخاصة ومجادلته فيها وتسفيهها تجاوز لحدود الحرية الشخصية، ولكن الأمر يختلف حينما يتجاوز صاحب القناعة والرأي حدود حريته ويدخل في حيز حرية الآخرين، عندها سيكون طبيعيا أن تحصل ردة فعل لهكذا فعل.
أستاذي الكريم، أنتم لستم أي أحد وكلامكم ليس كلام أي أحد على هذا الفضاء، ولغيركم يغض الطرف عن مغالطاته وإخراج الأمور من سياقها أو سلخها عن الواقع.
للمعارضة أقلام أكثر حدة وأغزر حبرا وأقدر على الدفاع عنها والرد على الشق الذي يعنيها في منشوركم ، ولكن سكوتي على ما ورد في المنشور بخصوص المدونين بالخارج قد يفهم ضعف حجة أو حيلة في الرد، وسأبدي رأيي في مغالطات " جريئة " وردت بالمنشور عنهم.
أولا، من وصفتهم ب " عدد أصابع اليد " وأنهم يصادرون رأي الأغلبية " الساحقة "، كلام غير دقيق أقحمتم به في دائرة الضوء من مكانه خارجها وأخرجتم منها من هو معنيا بضوئها، فالمدونون بالخارج ليسوا في " حرب " ضد أراء " أغلبية النظام " بقدر ما هم في مواجهة مع أركان النظام الذين يمكن عدهم على رؤوس الأصابع ( وزراء ومدراء مؤسسات عمومية ).

ثانيا، أنتم لا تصبغوا العصمة فقط على قياداتكم، بل وتتجاوزوها أحيانا إلى وصف تلك القيادات بصفات ألوهية وعلى رؤوس الأشهاد مع سبق الإصرار والترصد. 

ثالثا، رميكم لغيركم بسهم التشكيك في الوطنية والولاء للوطن، تجسيد صارخ للمثل " ضربني، سبقني واشتكى " فسجلكم شخصيا ورئيسكم السابق والحالي تتزاحم فيه خطابات الكراهية ضد المعارضين لنظامكم ووصفهم في مهرجاناتكم بأعداء الوطن، العملاء، .... وليس حديث رئيسكم الحالي غزواني عنهم قبل أيام بواشنطن عنا ببعيد، حيث صرح أن أطرافا في المعارضة تتمنى حدوث عمل إرهابي بالبلد، قبل أن يتدارك مكلفون بمهام بالرئاسة الأمر ويبعثوا ب " تصويب " له للمواقع الإخبارية. 

رابعا، عدم مشاركة آلاف المواطنين المقيمين بأمريكا في وقفة الأحرار، لا يعبر عن رضاهم على النظام، تماما كما لا يعبر عدم تظاهر مئات آلاف المواطنين بالداخل على رداءة الخدمات العامة وانعدامها تماما لدى البعض ( كهرباء، ماء ، طرق ، صحة ،... ) عن رضاهم على " الوضع " القائم. أما الذين تعتبرونهم ممثلين للجالية فقد كانت مصادرة هواتفهم دليل عدم ثقة في ولائهم ورضاهم عن وضع البلد.
المدونون بالخارج ليسوا معارضة بالمفهوم التقليدي، فلا هم بمناضلين في إطار حزب معارض ولا تظلهم جميعا مظلة حراك سياسي أو ما شابه.
إنهم ببساطة أفراد من الأغلبية الساحقة مع تميزهم بعدم القبول بصمت تلك الأغلبية، فإن لم تعتبروهم ناطقين باسمها، فاعترفوا أنهم ناطقين فيها.

خامسا، وأخيرا
إن حديثكم عن تمسككم بحق المواطنين في التظاهر والإحتجاج السلمي داخل الوطن، وبأن كل الظروف تسمح لهم بذلك ..... عجب عجاب من مثلكم.
أين أنتم من جريمة ازويرات البشعة التي نكل وعذب فيها أبشع تعذيب شباب بيئتي في خطر المسالم ... وبداخل مبنى الولاية في سابقة بتاريخ البلد ؟
أين أنتم من التنكيل بنساء تفريت المسالمات المطالبات بهواء نقي فقط، لا نصيبهن من ثروات البلد والحقوق ؟
أين أنتم من التنكيل بالطلاب أفظع تنكيل على مدى أشهر ؟
والمقام يضيق عن ذكر حوادث وجرائم قمع المواطنين المسالمين الذين صدقوا أن الدستور يكفل لهم حق التظاهر وأن الرئيس حامي حمى الدستور.
ومن باب ش إلوح افشي ، هل تركت 4 قوانين لتكميم الأفواه سنت منذ تولي غزواني الحكم ( أولها قانون الكمامة وآخرها قانون الرموز ) مجالا أو حقا للتعبير عن الرأي للمواطنين ؟
ألا يحق لمن هم خارج دائرة هذه القوانين والقمع أن يحتج ؟ 
ألا يعتبر احتجاجهم - كلما توفرت لهم الفرصة - في حكم الواجب الوطني والأخلاقي وليس حقا فقط ؟

حسن آب