في يوم عيد الاستقلال المجيد استقبلنا؛ نحن أهلَ تگانت، وساكنتُها طريفُنا، والتالدَ، فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.. استقبال أهل لابنهم البار إذ ما تزال دار جده قائمة في قصر البركة تؤبد شمائل الريادة الروحية والرفادة.. واستقبلناه بصفتنا مواطنين وطنيين منخرطين في حزب الانصاف؛ العنوان السياسي لبرنامج تعهداتي.
كانت الزيارة الميمونة مناسبة لوضع حجر الأساس لبرامج تنموية دأب فخامته على إطلاقها في كل المناسبات، أو تدشينها. من ضمن هذه المشاريع تدشين توسعة المحطة الكهربائية في عاصمة الولاية…
كان خطاب السيد عمدة تجگجه ( لن أذكر اسمه عملا بسنته) في مستوى الحدث لولا فقرة منه سببت احتكاكا أيقظ آلاما طالما سكنت بالمهدئات… فعند حديثه عن توسعة المحطة قال العمدة: " وفي مرحلة ثانية، ستمتد الكهرباء إلى مناطق محاذية لتجگجة" مشيرا بنكرة مقصودة إلى لحويطات والرشيد!!!
اختار السيد العمدة لفظ المحاذاة، من الحذاء وطاء الرجل، أبعد ما في الجسم من الأنف.. والمحاذاة تعريف بالاضافة يلحق ما لا تعريف له في ذاته… ما ضر تجگجة لو ذكر معها جيرانها بأسمائهم بلا إلحاق، ولا إضافة، ولا محاذاة! هذا الالحاق، وفرض التبعية هو الذي جعل مجتمعا وافرا من أبناء هذا الوطن ، منتشرين في ربوعه، يتوقون إلى عنوان على خارطة وطن رووا أديمه بدمائهم الزكية، جنبا إلى جنب مع كل الموريتانيين.. عنوانا لا يشار إليهم فيه من طرف خفي، ولا يجرون فيه بإضافة لا تزيد معنى ولا تنير فهما..
ليل لحويطات طوييييل لا لعشق، ولا من سقم، بل شوقا إلى "ظو" ينير على بعد ثلاثة عشر كلم منذ عقود دون أن يحصلوا منه على قبس! وليل الرشيد مثل شعار حزب التكتل.
ولا يبشر خطاب العمدة بقرب "الضوء في نهاية النفق"؛ فمن المعلوم أن المرحلة الثانية غالبا ما تنسى، وإذا نفذت يتم ذلك بتثاقل وبطريقة سيئة.. المرحلة الثانية ترتبط في أذهان الناس بالدرجة الثانية؛ درجة الملحق بعد الفراغ من الدرجة الأولى…
ما أمر أن تكون نكرة في وطنك؛ لا يوسع لك في " المجلس"، ولا يذكر اسمك في الحفل…
حنانيك، فخامة الرئيس، فبعض… أهون من بعض.
اسحاق الكنتي