محظرة أهل داداه .. منابر القرآن ومطهرة قلوب المخبتين

أحد, 02/10/2022 - 07:23

 

سقى رحيق الذكر نجاد ووهاد أبوتلميت، وامتداداتها لقرون، وتعزز هذا المنهل الرقراق من المعرفة والعرفان بميلاد وانتشار محظرة أهل داداه التي عرف عن أشياخها وتلاميذها عمق التعلق بالقرآن الكريم والتخلق بأخلاقه والنزوع المستمر إلى العمل بما ثبت من السنة النبوية على بساط وطيد من الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة.
 
الراجل بن داداه.. قاضي الجنوب وسلطان العلماء
تأسست محظرة أهل داداه على يد شيخها الأول العالم الجليل الراجل بن داداه بن المختار بن الهيبة، الذي ينتمي إلى أحدى أرسخ الأرومات العلمية قدما في التربية والإصلاح في الفضاء البيظاني بشكل عام.
وقد تنسم الشيخ الراجل بن الداه بن داداه نسيم الحياة في منطقة آمشتيل سنة 1265 هج.. الموافق 1848م ، وفي محيطه العلمي درس على عدد من العلماء الأجلاء من بينهم الشيخ محمد محمود بن عبد الفتاح والشيخ محمذن بن عثمان المعروف بالدو ولد عيمور،  إضافة إلى علماء آخرين من محيطه الأسري.
وتقول الرواية المتداولة في محيط محظرة آل داداه أن الشيخ الراجل سمع مرة تلاميذا يكررون درسا من مختصر الشيخ خليل فأعجبه ما سمع، وعندما علم أنهم تلاميذ الشيخ محمد بن محمد سالم المجلسي شد الرحال إلى تلك المحظرة الخالدة، وأقام هنالك أربع سنوات أعاد فيها دراسة الفقه على يد الشيخ محمد بن محمد سالم، كما أخذ على أبنائه الأربعة أحمد وعبد القادر وعبد الله وحبيب الله رحم الله الجميع.
كانت عودته إلى أرضه في بوتلميت في حدود 1300 هج، وهنالك أقبل عليه التلاميذ من كل حدب وصوب، وأخذت محظرته صيتا غير مسبوق في الترارزة وخارجها.
وقد كانت محظرته تضم المئات من التلاميذ من مختلف قبائل الجنوب والوسط الموريتاني، وغيرهم ومن أشهر تلاميذه
- كبار أبناء مايابى: المفسرون والعلماء المحدثون الذين خلدوا لموريتانيا صيتا خالدا في المشرق الإسلامي
- أبناء الشيخ سيديا باب: وخصوصا العالم الجليل محمد بن باب الشيخ سيديا وأخوته عبد الله واسماعيل وغيرهم
- نجله وخليفته العلامة الورع: الشيخ عبد الله بن داداه 
- العلامة الشيخ أحمدو بن أحمذيه وشقيقه العلامة القاضي محمد عبد الله ولد أحمذيه
- العلامة القاضي محمد يحيى ولد محمد الدنبجة
- الشيخ المحدث محمد بن أبي مدين 
- وغيرهم مئات من العلماء والتلاميذ والشخصيات المهمة
وقد تولى الشيخ الراجل بن داداه القضاء في بوتلميت  سنة 1330 بأمر من العلامة باب بن الشيخ سيديا، فجلس للقضاء عدة عقود، وأصدر قرابة 248 حكم قضائي كان أغلبها مصالحات تنهي الخلاف وتقطع النزاع، وتعيد مياه الود إلى صافي مجراها، وقد لهج العلماء والشعراء بمدحه والثناء عليه،  فوصفه الشيخ سيدي باب بأنه عالم عامل بلغ درجة الاجتهاد، وأثنى عليه العالم الشاعر الكبير محمدو النانه بن المعلى في إحدى قصائده:
تولَّى أمور المسلمين فرمَّها *** وأحْصَى الحَصَا منْها علَى كَثرة عَدَّا
وسَاسَ عَلَى حِذْق وحُسن تصرُّف *** فما جَازَهُ حدٌّ ولا جاَوَز الحَدَّا
أحاط بها علْمًا فحَاطَ حُدودها *** وأعطى جميعًا حَقَّه الحُرَ والعَبْدَا
مناقب سَمْح ٍيَشْتَري الحَمدَ بالنَّدى *** ومنْ ذَا الذي يُعطَى بلا ثَمَنٍ حَمْدَا
وقد كان الراجل بن داداه حريصا على تنقيح أحكامه وعلى عرضها على كبار العلماء وعلى كبار طلابه بالخصوص، وبالأخص تلميذه العالم الورع الشيخ أحمدو بن أحمذيه، الذي كان يسافر كل فترة تلبية لرغبة شيخه كي يراجعا سوية الأحكام التي أصدرها الشيخ.
ولم يزل الشيخ الراجل بن داداه قاضي الجنوب وإمام الإصلاح حتى اعتزل القضاء، ليعود بعد ذلك إلى التدريس وتتحلق من حوله الأجيال والعلماء، ويزدحم الناس على بابه والمنهل العذب كثير الزحام حتى أسلم الروح إلى بارئها سنة 1942- 1360 هج عن عمر قارب الخامسة والتسعين سنة، وعن تاريخ راسخ من العلم والإصلاح والتربية وأثر خالد في ذاكرة الأجيال، مجددا بذلك سنة مالك بن أنس حيث قام بوظيفة القضاء والإفتاء طيلة ستين سنة، وقد ترك الشيخ الراجل مؤلفات متعددة من بينها:
شرح لألفية ابن مالك، - 
موسوعة أحكام قضائية شملت 248 حكما
- نقلة في وظيفتي القاضي والمفتي
- رسالة في الجمع بين القرائتين
- ومؤلفات وفتاوي ورسائل أخرى متعددة
 
الشيخ عبد الله بن داداه ..إمام العلماء وشيخ المربين
خلف الشيخ عبد الله بن داداه (1324- 1394) والده العلامة الراجل في المحظرة، وقد أخذ على والده معارف واسعة من العلوم الشرعية، كما أخذ على علماء أجلاء منهم الشيخ يحظيه بن عبد الودود ومحمد بن باب بن الشيخ سيديا، وأخذ القرآن وأجازه فيه الشيخ عبد الودود بن حميه الأبيري وأكمل مشربه العلمي بالأخذ على العلامة الولي الصالح الشيخ التراد بن العباس بن الشيخ محمد فاضل.
صافي القريحة. مصباح بصيرته:
مرة في حلقة التدريس عند الشيخ يحظيه بن عبد الودود رحمهم الله وكان يشرح هذا البيت:
وجالت على وحشيها أم عامر 
عشية أن نالو الربيع فأمرعو
فقال يحظيه في شرح البيت: يخبر الشاعر هنا أنهم لما حل بهم الربيع وأمرعوا طافت  بهم أم عامر،  "الضبع"  علي جانبها تعدو.
فقال له الشيخ عبدالله بن داداه بصيغة الاستفها:  ألا يقصد الشاعر هنا بأم عامر التعبير عن الضبع التي تأتي بمعني السنة المجدبة، كأنه يقول لما حل الربيع وأمرع الناس ولت السنة الشهباء هاربة ولأن الوزن هنا لايسع إلا أم عامر، ولذلك  عبر بها الشاعر بدل الضبع.
فاجابه يحظيه  مكبرا فهمه وهمته العالية"بُخْلْ امّْ ابْزَازِيل مَصَّيتْهُم لِى زَمنْ أَنْخَنفَرْ أَولادْ الزَّاوياتْ وامّابْيِينْ".
وينقل الإداري المعروف محمد ولد سيدي ولد أحمدناه عن الشيخ محمد عبد الله ولد آبت تلميذ الشيخ عبد الله ولد داداه معالم رحلة الشيخ عبد الله إلى الشيخ التراد قائلا" سافر الشيخ عبد الله بن داداه إلى الشيخ التراد بن العباس بإشارة من الشيخ سيد المختار بن سيدي محمد بن الشيخ سيديا فمكث معه حوالي أربعة أشهر لم يلتقيا فيها إلا مرتين أولاهما عند مجيئه و الأخيرة عند توديعه.و قيل إن الشيخ عامله معاملة خاصة و كلفه بتدريس بعض أبنائه.و يُروى أن المريد أرسل مرة إلى شيخه يطلب خدمة ذات كلفة تحطِّم حواجز النفس فرد عليه الشيخ يقول:أخبروه أن ليس للضيف أن يتخيَّر و أن ليس للتراد أي حق في أن يستخدم من بجّله الله! و من النكت كذلك أن الشيخ عبد الله طلب منه كتابا يطالعه فأرسل إليه الشيخ التراد يقول:أبلغوه أنه لم يأت لغرض مطالعة الكتب.
هذا و تقول الرواية إن الشيخ عبد الله بن سيدي محمد بن دادَّاه لم يكن ينوي مغادرة حضرة الشيخ التراد بدليلين:أولهما أنه ما إن وصل إلى الشيخ حتى أهداه الجمل الذي قدم عليه و الثاني أنه أعاد إلى زوجته رسالة يخبرها فيها بنيته و يخيِرها بين البقاء في البيت و العودة إلى ذويها.
 هذا و لمَا علم والده بذلك بل و استبطأه نسبيا أراد التوسط لدى السلطات الإستعمارية من أجل تسهيل عودته و لكنه عدل عن ذلك إلى رأي أشار إليه به الشيخ سيد المختار بن سيدي محمد بن الشيخ سيديَ فكتب رسالة إلى الشيخ التراد يبيِّن له فيها حاجته إليه و يطلب منه الإسراع بتسريحه.
كتم الشيخ التراد أمر الرسالة عن مريده إلى أن جاء ذلك اليوم الذي استدعاه فيه فإذا به قد أحضر له جملا بجهاز كامل و ودعه قائلا: "إن أتاك من يطلب منك أن تلقنه الورد فلا تعرِضْ عنه"و قيل إنه لم يكن آنذاك يتصور أن مثل ذلك الطلب سيحصل و لكنه حصل بالفعل!
يروى أن أحد العارفين بسَعَة علم الشيخ عبد الله بن دادَّاه و مدى عبادته و ورعه إذ نهل من معين شيخيه الجليلين محمد سليمان التنواجيوي و يحظيه بن عبدالودود قبل مغادرته بوتلميت للإلتحاق بالشيخ التراد ،سأله بعد عودته قائلا: حدِّثني بالله عليك عما استفدته من شيخك؟ قال الشيخ عبد الله: أرى أن اقتراف المعصية صار أصعب علي من ذي قبل"
وعند عودته إلى البلاد ازدحم التلاميذ على محظرة الشيخ عبد الله ولد داداه، وظهرت بركة منهجه في سمت تلاميذه، الذين عرفوا بدوام الذكر والجهر والعمل بالسنة النبوية، حيث ينسب إلى الشيخ عبد الله ولد داداه قوله إن عمله هو تشذيب الطريقة القادرية.
وقد أخذت محظرة الشيخ عبد الله بن داداه عدة أبعاد تكاملت في شخصية تلاميذها ومن أبرز هذه الأبعاد:
- التركيز على القرآن الكريم: حفظا ودراسة، فكانت إجازة الشيخ عبد الله بن داداه الإجازة العالية التي يبأى بها الطلاب وتتفاخر بها الأجيال، ويرى خلص تلاميذه أن الإجازات القرآنية التي منحها الشيخ عبد الله كان في حدود 45 إجازة، ويرفعها آخرون إلى حوالي 60 إجازة.
- التربية الإيمانية العميقة: أخذ طلاب الشيخ عبد الله نفسه التربوي العميق، وعرفوا بالسمت الإيماني ودوام الذكر وكانوا بين الناس كالشامة في ملابسهم البيضاء المشذبة النظيفة، ودوام الذكر وإقبالهم على القرآن تلاوة لا تنقطع وميلهم دائما إلى العمل بالدليل كلما لاحت معالمه.
- محظرة زهد وتعفف: حيث عرف عن مساديرها ابتعادهم عن الدنيا وعزوفهم عن طلب المال أو مزاحمة السلاطين، بل اعتزلوا بمحاظرهم في البوادي والقرى، مع اهتمام بأمر المسلمين وسعي في مصالحهم وكف للأذى عنهم واحتمال لأذاهم
وقد صدر الشيخ عبد الله ولد داداه في التصوف سبعة علماء أجلاء، أسسوا محاظر وحضرات علمية وتربوية كبيرة وهم:
- الشيخ عبد الفتاح بن محمد الفاضلي رحمه الله
- الشيخ سيدي محمد بن الدولة رحمه الله
- الشيخ محمد بن الأجود رحمه الله
- الشيخ أحمدناه ولد الطالب أعمر رحمه الله
- الشيخ أحمد ولد أشفغ المصطفى رحمه الله
- محمد ولد المختار ولد أوفى رحمه الله
- الشيخ سيدي محمد بن سيد أحمد الناصري شيخ محظرة الرشيد وهو آخر السبعة الأعلام الذين حظوا بإجازة التقديم والتصدير من الشيخ عبد الله بن داداه.
وقد عرف الشيخ عبد الله ولد داداه بالكرم والإنفاق والبذل ويذكر المؤرخ هارون بن الشيخ سيديا في ترجمته للشيخ عبد الله بن داداه 
“لم يولد مولود في الحي الذي هو فيه إلا وعق عنه أو أعان أهله في عقيقته على الأقل، وأنه لم يمرض فيه مريض إلا تولى ما ينفعه في مرضه أو أعان أهله على ذلك، وأنه كذلك لا تصنع خيمة من الشعر إلا أعان أهلها بجزء من أجزائها بذاته أو بقيمته، وأنه لا يتزوج أحد فيه إلا أعانه وأعان أهل الزوجة أيضا”
وأضاف: “وحدثني أن من صدقات شيخه الدائمة مساعدته لعامة الحي الذي هو فيه عند هلال شهر رمضان بما يعين على الصوم، وعند انتهائه يساعد أهل الحي بما يعينهم في اللباس، وأنه يفعل مثل هذا في عيد الأضحى، وأنه كان لا يساعد في الأضحية خاصة لفقهه؛ لأنه يرى أنها لا تطلب من العاجز عنها، وأنه كان ملتزما لكفن كل من مات من ذلك الحي؛ وذلك لأنه كان دائما يحتفظ بما يصلح لذلك استعدادا للموت، وكان يعمم على الحي النصيب من قافلة الملح وقافلة الزرع إذا ما قدمت كل بحسب حاله، وكان ينحر الجزور ويقسم لحمها على الحي على ضبط ومعرفة كاملين”.
وإلى جانب كرمه الفياض فقد كان الشيخ عبد الله متعففا عن عطايا الحكام والسلاطين رافضا لأخذ أي أجرة أو عون مالي على تعليم الناس الخير.
ويمكن الجزم أن الشيخ عبد الله بن داداه كان شيخ عامة القراء والمقرئين في بوتلميت منذ أن بدأ يمنح الإجازات العلمية، وقل أن يكون في منطقة بوتلميت من لا يصل سنده القرآني إلى الشيخ عبد الله مباشرة أو بواسطة
ويصنف بعض الباحثين الشيخ عبد الله بن داداه ضمن الآباء العلميين والروحيين للصحوة الإسلامية في موريتانيا في أبعادها التجديدية والتربوية وميلها إلى تشذيب الفقه والتصوف والسير بهما حثيثا إلى ظلال  السنة النبوية المطهرة
وقد ظل الشيخ عبد الله بن داداه على هذا المهيع إلى حين وفاته سنة 1394هج حيث خلفه على المحظرة العلمية تلميذه العالم الأبر الشيخ يحيى بن سيدي المختار بن الشيخ سيديا، وخلفه على الحضرة الصوفية ابن أخيه الشيخ سيدي محمد بن داداه رحمه الله تعالى
وقد تفرعت عن محظرة الشيخ عبد الله بن داداه محاظر عديدة منها:
محظرة الواسطة: التي أسسها تلميذه الشيخ يحيى بن الشيخ سيدي المختار ( اباه) بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي الكبير، درس القرآن  على الشيخ  إبراهيم بن محمد المصطفى بن ابن، ثم انتقل إلى العلامة الشيخ عبد الله بن داداه الذي أخذ عليه  جميع العلوم والمتون.
 بعد ذلك أصبح مدرسا في نفس ال محظرة، فكان  الشيخ عبد الله بن داداه فكان يوكل إليه تدريس بعض الطلاب ويخلفه في محظرته حال غيابه، إلى أن توفي الشيخ عبد الله سنة 1394هـ ـــ 1974م، فاستقل الشيخ يحيى بالمحظرة ووسع دائرتها وأدارها إدارة جديدة، استقطبت طلاب العلم من كل أنحاء العالم وأصبحت الوجهة المفضلة لدى الراغبين في تحصيل العلم والمعرفة. 
فكانت محظرته بحق منارة علمية شاهقة تواصل عطاؤها وعم نفعها وذاع صيتها , ضمت مختلف المشارب والأجناس استوى فيها الفقير والغني, القوي والضعيف..
كان الشيخ يحي مضرب المثل والصرامة في  السند (الإجازة ) في مقرأ الإمام نافع بسبب حرصه على الإتقان وعدم التعجل  في منح السند , ومع ذلك فإن المئات وربما الآلاف من الطلاب أخذوا منه السند،  ودرسوا عليه كتبا علمية كثيرة في المقرء وغيره.
كما يشهد له كل من يعرفه بالقدرة الفائقة على الصبر وكتم الغيظ والتجاوز عن الزلات.  
ويقوم بالتدريس فيها اليوم أبناء الشيخ سيديا الحكومة وأحمد ولد الشيخ يحيى.
وقد تفرعت عنها هي الأخرى محاظر متعددة منها:
محظرة تيدملين: التي أسسها الشيخ سيديا بن الحكومة رحمه الله.
محظرة البلد الأمين: التي أسسها الشيخ الفخامة بن الشيخ سيديا
محظرة المبروك: التي يتولى التدريس فيها الشيخ محمد ينج ولد بتاه
محظرة تيدملين الجنوبية: التي أسسها الشيخ اسماعيل بن محمد بن الشيخ سيديا ويتولى التدريس فيها نجله العالم محمد بن إسماعيل.
وإلى جانب محظرة الشيخ يحيى بن الشيخ سيديا تفرعت عن محظرة الشيخ عبد الله بن داداه محاظر أخرى منها:
محظرة أهل الدولة: الشهيرة والتي خرجت مئات الحفاظ والمجازين بقيادة شيخها العالم الصالح الشيخ سيدي محمد بن الدولة رحمه الله وخليفته من بعده الشيخ العالم الأديب الشيخ عبد الله بن الدولة.
محظرة الرشيد: التي يتولى التدريس فيها والتربية الشيخ سيدي محمد بن سيد أحمد حفظه الله تعالى
محظرة آل اجدود في بير الخير: ويقوم عليها العلامة الشيخ العلامة المحدث محمد سيديا ابن اجدود النووي حفظه الله
محظرة الشيخ محمد ولد أحمد محمود الشهير بمحمد بن صمب فال: وهو من خواص تلاميذ الشيخ عبد الله بن داداه ومقربيه الأجلاء.
محظرة الشيخ يعقوب ولد ابيه في قرية النعيم: تتميز هذه المحظرة بكثرة طلابها من موريتانيا ومن خارجها، حيث يتلقى الطالب فيها كل معارف المدرسة على يد شيخها الذي أمضى زهاء ثلاثة عقود  في طلب العلم، في القطر الموريتاني.
ومع عودة الشيخ سيدي محمد بن داداه قبل عقدين إلى البلاد من رحلة هجرة إيمانية ومجاورة للحرم المكي، استعادت محظرة آل داداه رونقها وبهاءها من جديد في حاضرة الربيع شرقي بوتلميت، حيث أقام الشيخ سيدي محمد هنالك عقدين يدرس ويربي ويساعده في ذلك أنجاله الفضلاء الشيخان المقرئان الشيخ عبد الرحمن ومحمد ابنا داداه، مجددان سنة مسنة من العلم والعمل وتدريس القرآن وتربية القلوب به.
وإضافة إلى ابناء الشيخ سيدي محمد فإن محظرة الربيع تعتمد أيضا على شيخها العالم المقرئ المحدث الشيخ أحمد بن الحكومة- شفاه الله وأمد في عمره- وهو من أنصع خلاصات المحظرة الداداهية زهدا وورعا وتدفقا معرفيا.
هي إذا رحلة علمية تمتد زهاء قرن ونصف وما زالت - ولا زالت- مدرسة إيمان ومحضن تقوى ومجرة نور لا تعتامها السحب.
الفكر