بسم الله الرحمن الرحيم
موقف ... وعطاء
كان للشيخ سيدي الكبير رحمه الله علاقة سابقة بالمولى سيدي محمد ، حدثت بمناسبة سفره إلى المغرب في عهد أبيه المولى عبد الرحمن ملك المغرب بقصد الحج، فإنه كما نقل في الوسيط: “لما قدم إلى مراكش وجد المولى سيدي محمد بن المولى عبد الرحمن ألكن لا يبين الكلام فتفل في فمه، فانطلق بالكلام” (الوسيط 241). ولم يحج الشيخ سيدي لوصول الأخبار بظهور الوباء بالحجاز، لكنه عاد بمكتبة كبيرة تضم الكثير من نفائس الكتب.
أشاد بها وبصاحبها العلامة بابه بن أحمد بيبه العلوي بقوله:
لك الطائرُ الميمونُ والمنزل الرحب *** فإنك أنت الغوثُ لا شك والقطبُ
أضاءت بلادُ الغرب لمَّا حللتَها *** فأصبح يبكي عند تَرحالك الغرب
وجئتَ بكتب يعجز العيسَ حملُها *** وعندك علم لا تحيط به الكتب
وأنت حسام قاطع كل شبهة *** وأنت سراج في البرية لا يخبو.
وكان الشيخ سيدي الكبير حازما، واستطاع ببصيرته النافذة، ورؤيته الواعية الفذة، استشعار الخطر الاستعماري، وسياساته التوسعية، فعمل على لم شمل الإمارات، وتوحيد صفوفها للوقوف في وجه الزحف الفرنسي القادم.
في هذا الإطار انعقد مؤتمر تندوجة برعايته سنة 1856م وحضر المؤتمر أمراء اترارزة ولبراكنة وآدرار وتكانت وذلك لتنسيق جهودهم وحل خلافاتهم السياسية الجانبية.
وعضد ذلك المجهود الداخلي بالتوجه للخارج بطلب العون من سلطان المغرب الذي كتب له رسالة يطلب منه العون بالكتب والسلاح.
من صفحة: الإمام إسحاق ولد موسى ولد الشيخ سيدي