يتأهب نادي الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال لاستضافة عضو جديد مع بدء استغلال حقول الغاز في سواحل موريتانيا ؛ في العام المقبل بمخزون يتجاوز 100 تريليون متر مكعب؛ علما بأن إنتاج البلد لا يتجاوز في الوقت الحالي 5 آلاف برميل يومياً من النفط وقليل من الغاز.
وحسب توقعات شركات الإستخراج والحكومة الموريتانية فإن سنة 2023 ستشكل البداية الفعلية لتصدير أولى شحنات الغاز في سواحل موريتانيا الجنوبية على المحيط الأطلسي؛ خاصة بعدما وصلت نسبة تقدم الأشغال في حقل غاز "السلحفاة" المشترك مع السنغال، مثلا، إلى 70% وفق مصادر حكومية.
وحسب معطيات أعلنها وزير البترول والمعادن والطاقة عبد السلام ولد محمد صالح يوم 24 مايو الماضي فإن احتياطيات الغاز المكتشف في موريتانيا تقدر بأكثر من 100 تريليون متر مكعب؛ مبرزا أن هذه الاحتياطات من ضمنها حقل "السلحفاة" الذي تتقاسمه موريتانيا مع جارتها السنغال والذي تقدر احتياطياته بـ25 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي عالي الجودة، فيما توجد باقي الكمية في المياه الإقليمية الخاصة بموريتانيا.
ومن شأن الشروع في استغلال احتياطيات الغاز المكتشف في يواحلها، أن يجعل موريتانيا ثالث دولة مصدرة للغاز على صعيد القارة الإفريقية، بعد نيجيريا والجزائر ؛ فيما تؤكد الحكومة اكتمال مخططات استغلال حقول البلد الخالصة من الغاز.
وفتحت اكتشافات الغاز الموريتاني الهائلة شهية الشركات العالمية والأوروبية بشكل خاص، إذ تصاعدت خلال الفترة الأخيرة أنشطة الشركات العاملة بالنفط والغاز بموريتانيا.
ومن بين الشركات التي ترتبط بعقود مع الحكومة الموريتانية في مجال التنقيب عن النفط والغاز "بريتش بتروليوم" البريطانية وشركتا "كوسموس إنرجي" و"إكسون موبيل" الأمريكيتان، و"توتال" الفرنسية.
كما أسأل الغاز الموريتاني "لعاب" بريطانيا التي باظرت بفتحةسفارة لها في نواكشوط سنة 2018 هي الأولى منذ أن أقام البلدان علاقات دبلوماسية منذ ستينيات القرن الماضي.
المدير التنفيذي المساعد للإنتاج والعمليات لدى شركة "بريتش بيتروليوم" البريطانية جوردون بيرل، يرى أنه مع بداية استغلال الغاز ستصبح موريتانيا فاعلاً أساسياً على خريطة الطاقة العالمية؛ حيث أكد خلال ندوة في نواكشوط يوم. 24 مايو الماضي، أن البلاد ستصبح مورداً للغاز للعالم في وقت تشتد الحاجة إليه، وفي وقت يرتفع الطلب على الغاز وتنخفض القدرة على الإمداد" حسب قوله؛ مضيفا: "هذا المشروع كبير وعالمي المستوى وأفضل ما يميزه أن لديه القدرة على إحداث تغيير حقيقي في هذا البلد وفي التحول العالمي الجاري في مجال الطاقة، لذلك نعلم وجود توقع للنجاح وهذا ما سوف نحققه بالفعل".
ويتطلع الموريتانيون إلى أن تساهم عائدات ثروة البلاد من الغاز في تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل، حيث تصل نسبة البطالة إلى 30% ضمن عدد السكان البالغ نحو 4 ملايين نسمة.
موريتانيا اليوم