حاصرت الفيضانات الناجمة عن تساقط الأمطار، عددا من أحياء العاصمة السنغالية دكار، فيما أعلن الرئيس ماكي صال عن خطة للإنقاذ بكلفة 4 ملايين دولار، وزار وزير الداخلية أنتوان فيليكس عبدولاي ديون الأحياء المتضررة وقال أمام السكان: «بدأنا خطة الإنقاذ بتوصيات مباشرة من فخامة الرئيس».
وخلفت الفيضانات أضرارًا مادية معتبرة في بعض أحياء العاصمة دكار، ومدن أخرى داخل البلاد، بعد استمرار تهاطل الأمطار لعدة أيام دون توقف.
في ضواحي مدينة دكار حوصرت العديد من الأحياء السكنية، وتحولت إلى ما يشبه جزرا صغيرة، ما أرغم السكان على اللجوء إلى أسطح البيوت اتقاء لمياه الأمطار التي غمرت منازلهم.
وأثار عجز السلطات عن إيجاد حل دائم لأزمة الفيضانات المتكررة مع كل موسم أمطار، غضب السكان الذين تظاهر بعضهم، وأغلقت مجموعة من الشبان الغاضبين الطريق المؤدي إلى حي «كر ماسار» وإلى حي «دياماغين».
وردد الشبان الغاضبون هتافات تطلب من السلطات التدخل بسرعة لإنقاذ أسرهم المنكوبة. تقول «مادياتا» التي تقطن في حي (كر ماسار) منذ فترة: «نحن هنا سجناء، لا نستطيع الخروج، تحاصرنا المياه من كل جانب، حتى المرضى لا نجد طريقة لإيصالهم إلى المستشفيات».
ولكن السكان يخشون هطول الأمطار من جديد، ما يعني تفاقم الأوضاع أكثر، وتقول مادياتا: «إذا عادت الأمطار خلال الأسابيع المقبلة، ستكون كارثة».
أما مام تراوري التي تسكن في نفس الحي فتصف الوضع قائلة: «أنا سجينة منذ أسبوع، متنفسي الوحيد سطح المنزل، ولكم أن تتخيلوا كيف أعيش أنا وأسرتي في ظل حصار المياه، ووعود السلطات التي لا تنفد».
استنفار وطوارئ
الرئيس السنغالي ماكي صال أعلن حالة استنفار قصوى في أروقة الحكومة، وعقد اجتماعا طارئا للحكومة يوم الجمعة، لمواجهة الأوضاع التي خلفتها الفيضانات في دكار ومدن أخرى.
أعلن ماكي صال خلال الاجتماع زيادة نصف مليار فرنك غرب أفريقي على الغلاف المالي المخصص لتمويل «الخطة الوطنية لمواجهة الفيضانات»، وهو ما يرفع المبلغ الإجمالي إلى 2,2 مليار فرنك غرب أفريقي، أي ما يعادل 4 ملايين دولار.
ولكن صال في حديثه أمام أعضاء الحكومة شدد على ضرورة «اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، لدعم الجهود المبذولة أصلا لإغاثة السكان المتضررين خصوصا في حي كر ماسار».
وأضاف أن الدولة ستقف إلى جانب السكان المتضررين، وتقدم الدعم والمساندة لهم.
وزير الداخلية السنغالي وسط مستنقع بدكار
سيناريو متكرر
زار وزير الداخلية يوم الجمعة الأحياء المتضررة من الفيضانات، وقال: «لقد بدأنا نقل المعدات التي ستخفف معاناة السكان، على متن القطار، مثل أكثر من خمسين مولدا نقلت بالفعل، وفي الطريق أكثر من 150 أخرى، ستضخ مياه الفيضانات خارج الأحياء».
وأعلن الوزير أن السلطات بدأت بعملية واسعة لتقييم الأضرار، ووضع خطة مناسبة لكافة الاحتمالات.
لكن صامبا، أحد المتضررين من الفيضانات، يقول إن نفس السيناريو يتكرر كل عام وفي كل مرة تعد الحكومة بحلول، قبل أن يتساءل: «أين الأموال التي قيل إنها صرفت في سبيل ذلك».
ويضيف: «أعيش وضعية صعبة على غرار كافة سكان الحي، كلما أمطرت السماء، تبدأ الصعوبات، من لم يستطع الخروج بقي محاصرا بالمياه من كل مكان».
وتخشى السلطات السنغالية تكرر ما حدث العام الماضي، حين خلفت الأمطار والفيضانات قتلى ونازحين، ودمرت منازل ومرافق عمومية.
وكان ماكي صال أعلن العام الماضي تخصيص 30 مليار فرنك غرب أفريقي لتمويل «خطة تسيير الفيضانات».